قال الخبير في الإسلام المعاصر والشؤون الدولية جون ل. إيسبوزيتو، في مقابلة مع (آكي) بالتوازي مع افتتاح ندوة نابولي اليوم، بعنوان "إعطاء صوت للديمقراطيين المسلمين"، "الإسلام وبقية الأديان ليست ديمقراطية بطبيعتها، لكن التاريخ يبين أنها مرنة ويمكنها أن تتطور مع الزمن". وأضاف أن جوهر المسألة هو "ماذا يريد المسلمون بالفعل، فمعظمهم يريدون التعددية السياسية، وسيادة القانون، وحرية التعبير والصحافة، وتقرير المصير والديمقراطية". ويرون أن "الولاياتالمتحدة تحول دون تحقيق كل ذلك". في إشارة منه استطلاعات مؤسسة (غالوب وورلد بول) الأمريكية، التي ذكرت أيضا أن "معظم المسلمين والمسيحيين يريدون الحوار وتجنب صراع الحضارات، ويعتقد معظمهم أن الصراعات في العالم حول السياسة والسلطة". وأكد إيسبوزيتو أنه "مقتنع بأن الأنظمة العربية المتسلطة والعلمانية، التي يتعامل معها الغرب على المدى القريب، هي المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في حوض البحر المتوسط". واعتبر الأستاذ في جامعة جورج تاون في واشنطن والمدير المؤسس لمركز الأمير الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي في الجامعة نفسها، أن على الغرب، لكي يكون منسجما مع نفسه، أن "يقبل بنتائج الانتخابات والحكومات الناجمة عنها، حتى ولو لا يتفق مع اختياراتها السياسية، وإلا فإن الحكومات الغربية ستبدو أنها تتعامل بميزانين في حين أنها تدعي دعم الديمقراطية في الشرق الأوسط". وذلك في إشارة منه إلى الموقف الرافض لحكومة حماس. ثم وجه إيسبوزيتو انتقادا لبعض المُعَلِّقين، كنائب مدير صحيفة (كورييري ديللا سيرا) مجدي علاّم، الذي وصف الحركات الإسلامية كالإخوان المسلمين وبعض الشخصيات المدعوة لندوة نابولي ب"الفاشيين الإسلاميين"، قائلا "التطرف العلماني هو موقف محافظ جديد، ينكر طرفا أساسيا في الحوار الحر والمنفتح. فإن تم اختيار سبيل الحوار، فعلى الجميع دون استثناء الجلوس حول مائدته، بينما يود مجدي علاّم أن يُجلس فقط من يختارهم هو". وحذر إيسبوزيتو من "الجهل المتنامي" في أوروبا والغرب بخصوص التيارات الديمقراطية الإسلامية، التي ازداد نفوذها في بلدان كتركية ولبنان والأراضي الفلسطينية ومصر والمغرب، منبها إلى أنه "يجب التفريق بين الجماعات المعتدلة وبين الجماعات المتطرفة التي لا تتسامح مع غيرها". أما عن مشكلة الحجاب المطروحة في بعض البلدان الأوروبية، فقد رأى إيسبوزيتو أنها "ذات صلة بالتعددية الدينية والثقافية، وأن للمرأة الخيار في أن تغطي رأسها أو تكشفه، باستثناء ما يتعارض مع الضرورات الأمنية كتغطية الوجه". واعتبر إيسبوزيتو القانون الفرنسي الذي يمنع غطاء الرأس في المدارس "تمييزيا" ضد المسلمين، لأنه لا يمنع حمل الصلبان الصغيرة على سبيل المثال. وبخصوص مشكلة تمثيل المسلمين، فهي "مشكلة" من ناحية "خاصة لدى أهل السنة، فالشيعة لديهم ممثلوهم الدينيون من آيات الله (الاثناعشرية)، وآغا خان (الإسماعيلية)"، ولكن لا نسى أيضا أنه "لا يوجد نظام كهنوتي صارم في الهندوسية، كما لا توجد سلطة مركزية في الديانة اليهودية". هذا وعلما أن جون إيسبوزيتو مؤلف ما يزيد على 35 كتابا منها: الحرب غير المقدسة، الإرهاب باسم الإسلام، من يتحدث باسم الإسلام: الإصغاء إلى أصوات مليار من المسلمين.