قالت حركة كفاية المعارضة للحكومة المصرية يوم الاربعاء ان الاستفتاء المزمع اجراؤه على التعديلات الدستورية كان مرتبا سلفا وحثت المصريين على مقاطعته. كما دعا عدد متزايد من الجماعات بما في ذلك جماعة الاخوان المسلمين القوية الى مقاطعة الاستفتاء المزمع يوم الاثنين. وتتضمن التعديلات فقرة خاصة بمكافحة الارهاب تمهد على ما يبدو لمنح الشرطة سلطات كاسحة في مجال المراقبة والاعتقال. وتصف الحكومة التعديلات بأنها اصلاحات لكن معارضين يقولون انها محاولة لتشديد قبضة الحزب الحاكم على السلطة. وقال عبد الوهاب المسيري زعيم حركة كفاية لرويترز "سنطلب من المواطنين عدم المشاركة لان الحكومة ستمررها وهذه نتيجة معروفة سلفا." وتساءل "سيزورون النتيجة .. فلماذا نعطيهم شرعية." وتقول الحكومة ان جميع الاستفتاءات نزيهة. وكانت منظمة العفو الدولية قد وصفت التعديلات بأنها "أكبر تقليص لحقوق الانسان" منذ فرض قوانين الطوارئ عام 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات. وستكون جماعة الاخوان المسلمين على الارجح أكثر المتضررين من هذه التعديلات التي ستحظر أي نشاط سياسي على أساس ديني وبالتالي قد تقضي على آمال الجماعة القديمة في الاعتراف القانوني بها كحزب سياسي رسمي. كما تسمح التعديلات التي أقرها البرلمان يوم الاثنين لرئيس الدولة بحل مجلس الشعب دون الرجوع للناخبين كما تضعف الاشراف القضائي على الانتخابات التي تشهد شكاوى من تجاوزات واسعة النطاق. وقال المسيري (68 عاما) أستاذ الادب الانجليزي السابق بجامعة القاهرة والذي كان عضوا بالاخوان ان التعديلات ستضفي صفة الديمومة على الاجراءات التي اتخذت عقب مقتل السادات وهو الامر الذي يعرقل الى حد كبير التوجه نحو الاصلاحات الديمقراطية في مصر. وقال "هذه التعديلات أفسدت كل شيء.. لقد أضفت شرعية على قوانين الطوارئ وجعلتها جزءا من الدستور." "هذا يعني الغاء الدستور في حقيقة الامر." كانت حركة كفاية قد برزت عام 2005 عندما عارضت فترة ولاية خامسة مدتها ست سنوات للرئيس حسني مبارك وأي خطوة لتوريث ابنه جمال. لكن اعادة انتخاب مبارك وتراجع الاهتمام الامريكي بالاصلاح السياسي في مصر أضعف الحركة كما خفتت مظاهراتها. وكان من المتوقع على نطاق واسع في بداية الامر أن يجرى الاستفتاء في الرابع من أبريل نيسان المقبل لكن تم تقديم موعده الى 26 مارس اذار الجاري أي بعد أسبوع واحد فقط من اقرار التعديلات في البرلمان وانتقد المسيري الحكومة لمحاولتها تمرير التعديلات سريعا. وقال "التلاعب بالمواعيد.. جعل الامر برمته كما لو كان مهزلة وهو ما كنا نعلمه بالفعل." وأضاف أن الحكومة قد تشن حملة اعتقالات في أعقاب ذلك وبخاصة اذا استمرت المظاهرات. وقال "نتوقع ذلك ... اذا عادت المظاهرات فسيثير هذا غضبهم بالفعل." من سينثيا جونستون