وجهت صحيفة الأمريكية، انتقادات حادة للنظام الحاكم في مصر، متهمة الرئيس حسني مبارك بأنه يحكم البلاد بقبضة حديدية منذ ربع قرن، مؤكدة أن القمع البوليسي للمظاهرات الداعمة للقضاة يوم الخميس الماضي، يشير إلى تراجعه عن وعوده بدعم الحريات والإصلاح السياسي. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس: إن وعود الرئيس مبارك بالإصلاح السياسي وتدعيم الديمقراطية لم تكن تلقى الثقة من الإدارة الأمريكية، بدليل أن عددًا من أعضاء الكونجرس والإدارة الأمريكية، طالبوا الرئيس مبارك في زياراتهم المتعددة لمصر بالابتعاد عن "الحكم الاستبدادي"، الذي كان سببًا في ظهور الراديكاليين وجماعات الإرهاب خلال العقود الماضية. وأشارت الصحيفة إلى أن الدفاع عن الديمقراطية بحاجة إلى أبطال وأن الشعب المصري وجد هؤلاء الأبطال في اثنين من القضاة، يعاقبان الآن بعد أن كشفا التزوير والاحتيال في الانتخابات النيابية الأخيرة، التي أكدت النصر للرئيس مبارك، ورد على ذلك بقمع عنيف للمعارضة. وقالت الصحيفة: إن الرئيس مبارك يلعب بورقة الإسلاميين كفزاعة للولايات المتحدة ليبرر قمعه وعنفه للتيار الإسلامي؛ إذ يحاول أن يقول للأمريكيين إن "الإخوان المسلمين" إذا ما وصلوا للحكم في مصر، يمكن أن يفعلوا ما يفعله الفدائيون الإسلاميون في العراق وفلسطين. لكن الجريدة ترى أن هذه الحجة ضعيفة لأن "الإخوان" في مصر جماعة اجتماعية وسياسية وشعبية ومعتدلة، وليست على شاكلة منظمات العنف الإسلامية الأخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن المحتجين في مصر بحاجة لدعم معنوي من واشنطن لتقوية موقفهم، إلا أن الإدارة الأمريكية ردت على حملة القمع والاعتقالات الأخيرة بتوبيخ بسيط للنظام المصري وكلمات تعبر عن قلقها إزاء ذلك. وتفسر الصحيفة ذلك، بأن الإدارة الأمريكية ترى في النظام الحاكم المصري حليفًا إستراتيجيًا هامًا وتخشى من أن يؤدي الضغط عليه إلى دفعه لمنع مرور السفن الحربية الأمريكية في قناة السويس، أو يمنع مرور الطائرات العسكرية الأمريكية في المجال الجوي المصري، كما تخشي أن تتخلى عن دورها في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين وإسرائيل أو أن تقلل ضغوطها على الطرفين. وفي حين تؤكد الصحيفة على أن أمريكا توازن بين مصالحها وبين دعوتها لجلب الديمقراطية في العالم العربي، فإنها تطالب إدارة بوش بدعم النشطاء الذين يدعون للديمقراطية في مصر ، لأن كثيرًا من الثورات الإصلاحية والتي نجحت حول العالم لم تكن لتنجح لولا المساعدات الأوروبية والأمريكية، على حد قولها.