قالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للدبلوماسية العامة، كارين هيوز، أن أمريكا تسعى إلى جلب شباب من دول العالم ممن يحتمل كونهم قادة في المستقبل في بلادهم لدعم سياسة أمريكا الخارجية والعمل على نزع المصداقية عمن أسمتهم بالمتطرفين الإسلاميين المناوئين للسياسات الأمريكية. وقالت كارين هيوز في شهادة أدلت بها أمام لجنة الاعتمادات الفرعية لعمليات وزارة الخارجية وغيرها من الوزارات في الخارج التابعة لمجس النواب في 19 إبريل/نيسان، "نريد أن يأتي قادة المستقبل إلى هنا للدراسة وللتعرف علينا." وكانت هيوز تدلي بشهادتها أمام المشرعين الأمريكيين لحثهم على الموافقة على التمويل المطلوب لمشاريع الدبلوماسية العامة في الميزانية المقترحة للسنة المالية 2008. وتتضمن تلك المشاريع برامج لجلب الطلبة العرب والبحاثين من الدول الإسلامية وزوار برامج التبادل إلى الولاياتالمتحدة. كما قالت إن الولاياتالمتحدة تبغي الى نشر خطط جديدة لتعزيز التبادل الثقافي والفني. وأوضحت أنها تحقق من خلال ذلك "تشجيع حرية التعبير التي تشكل شريان حياة الفنون وتذكير جماهير المشاهدين والمستمعين والقراء في جميع أنحاء العالم بأننا نتشارك في إنسانية واحدة رغم الاختلافات في اللغة أو الثقافة أو السياسة." وأشارت وكيلة الوزارة إلى أنه تم إصدار رقم قياسي من تأشيرات الدخول للطلبة وزوار برامج التبادل في العام 2007 بلغ 591 ألف تأشيرة. وقالت هيوز "إن ظهور ممثلي الولاياتالمتحدة في وسائل الإعلام العربية قد ازداد بشكل كبير في حين أنه تم "إطلاق العنان" للسفراء والدبلوماسيين المحترفين للتعاطي مباشرة مع الجماهير الأجنبية." وأعلنت هيوز عن برنامج اسمه "حوار المواطنين" الذي يتم بموجبه إرسال مسلمين أمريكيين كمواطنين مبعوثين إلى البلدان الأخرى مثل الأردن وباكستان والهند والدنمارك ومصر، وضمّت المجموعة التي أرسلت إلى ماليزيا أخيرا إماما أمريكيا ظهر في أحد أبرز البرامج الصباحية التلفزيونية في ماليزيا. وقد بلغ اهتمام المحطة التلفزيونية حد عزمها على إرسال فريق للتصوير لزيارة أمريكا في الربيع القادم لتصوير المسلمين الأمريكيين في بيوتهم وإذاعتها في سلسلة من ثماني حلقات عن الإسلام في أمريكا. وستذاع السلسلة في أوقات ذروة المشاهدة في شهر رمضان الذي يصادف في الخريف القادم. وقالت هيوز إنه من المقرر أن تتم توسعة البرنامج "فهو جهد واسع النطاق لنزع الشرعية عن الإرهاب"، وهو جهد شبهته وكيلة الوزارة بحركة القضاء على الرق التي شهدها القرن التاسع عشر وقوضت تدريجاً امتلاك العبيد. كما وصفت انخراط وزارة الخارجية المستمر مع الزعماء المسلمين الرئيسيين لنشر الرسالة القائلة بأن قتل الأبرياء خطأ دوما. وقالت هيوز أن أمريكا تركز على ما تسميه "دبلوماسية الأفعال" وهي الوسائل الملموسة التي تعمل أمريكا من خلالها لتوفير مزيد من البرامج التعليمية بكل أنواعها من تعليم النساء القراءة والكتابة، والشباب التحدث بالإنجليزية. وأضافت أن تلك الدبلوماسية يجب أن "تعمل أيضاً على عزل وتهميش" من أسمتهم بالمتطرفين من خلال إسقاط المصداقية عن محاولاتهم تصوير الأمر على أنه نزاع بين الولاياتالمتحدة والإسلام. وذهبت إلى القول إن التعريف بتجارب الأمريكيين المسلمين الإيجابية ستكون عنصراً أساسياً في ذلك الجهد. وتعهدت هيوز، رغم القيود التي تفرضها الميزانية، بزيادة التمويل لبرامج محددة أثبتت أنها تثمر النتائج المرجوة للسياسة الخارجية الأمريكية. وقالت إن برامج زيارات المواطنين المتبادلة من بين أنجع أدوات الدبلوماسية العامة، وأنه تمت إضافة وإعادة توزيع الموارد لتيسير نمو هذه البرامج. وقد ازداد تمويل البرامج التبادلية أخيراً بمبلغ 70 مليون دولار؛ كما طلبت حكومة بوش 38 مليون دولار إضافية. وأضافت أن الخبرة في مجال الدبلوماسية العامة أصبحت الآن من المعايير المعتمدة للترقية في السلك الخارجي.