دافعت الصين عن طريقة تعاملها مع قضية منطقة دارفور المضطربة في السودان يوم الخميس في الوقت الذي تجنبت فيه بشكل ملحوظ الدخول في حرب كلامية مع نواب أمريكيين حذروا من رد فعل عنيف في دورة الالعاب الاولمبية اذا لم تفعل بكين المزيد للضغط على السودان. وأدانت جماعات معنية بحقوق الانسان سياسات الصين بشأن اقليم دارفور حيث تقاتل ميليشيا مرتبطة بالحكومة ضد متمردين مما تسبب في اراقة الدماء على نطاق واسع. وحثت الجماعات على مقاطعة دورة الالعاب الاولمبية التي ستعقد في بكين عام 2008 وهي مطالب عبر عنها بعض السياسيين في سباق انتخابات الرئاسة في فرنسا. وتصاعدت الضغوط يوم الاربعاء عندما حذر 106 من أعضاء الكونجرس الامريكي من كارثة علاقات عامة اذا لم تستخدم بكين نفوذها في السودان لاحتواء العنف. وقالت الرسالة التي أصدرها الممثل الديمقراطي عن كاليفورنيا توم لانتوس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب "ستكون كارثة على الصين اذا شاب الالعاب (الاولمبية) احتجاجات من افراد وجماعات يشعرون بالقلق والذين سيربطون بلا شك بين حكومتكم وبين استمرار الفظائع في دارفور اذا لم يحدث تحسن مهم في الاوضاع." لكن جيانج يو المتحدثة باسم الخارجية الصينية تجنبت بشكل واضح مواجهة النواب الامريكيين وقالت ان بلدها وواشنطن متعاونان. وقالت في مؤتمر صحفي "يمكننا القول ان الصين والولاياتالمتحدة تشتركان في نفس الهدف في دارفور. الدولتان تأملان في استخدام الاساليب السياسية لحل هذه الازمة." ولم تجب جيانج بشكل مباشر على الاسئلة بشأن الرسالة وبدلا من ذلك أشارت الى أن بكين سترسل 275 مهندسا ضمن قوة الاممالمتحدة لدعم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي الموجودة في دارفور والتي فشلت في أغلب الاوقات في وقف العنف. وقالت جيانج "الاتجاهات العامة التي اتخذت مؤخرا حيال قضية دارفور كانت في الاتجاه الايجابي." ويوضح رد فعل الصين الصامت على الرسالة شديدة اللهجة اللعبة الحساسة التي تلعبها بكين مع سعيها للحفاظ على استقرار العلاقات مع واشنطن والخرطوم ومع مواجهتها لخليط مضطرب من المخاوف بشأن الاولمبياد وانتقادات بشأن حقوق الانسان ومصالح الطاقة وكونجرس أمريكي جديد يتسم عادة بالحذر حيال بكين. وقال باري ساوتمان الخبير في العلاقات الصينية -الافريقية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في هونج كونج عن الرسالة "اعتقد ان الامر سيتحول الى سيرك اعلامي ولكني أتوقع استمرار العملية الدبلوماسية بشأن السودان والعملية الدبلوماسية بين بكينوواشنطن كما كانت في السابق...اعتقد أن الولاياتالمتحدة تتفهم أن الصين في مأزق الى حد ما." وتشتري الصين أغلب نفط السودان وكعضو دائم في مجلس الامن الدولي استخدمت حق النقض (الفيتو) لمقاومة دعوات بارسال قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة دون موافقة السودان. ويقول بعض المنتقدين ان مقاومة بكين ترقى الى درجة التحريض على الابادة الجماعية ودعوا الى التهديد بمقاطعة أولمبياد عام 2008 التي خططت لها الصين منذ فترة طويلة لاظهار حالة الرفاهة الجديدة في البلاد. وقالت بكين الشهر الماضي ان استخدام اي أعذار أو أسباب سياسية لمقاطعة أو لمعارضة الالعاب سيكون عملا "مضادا للنوايا الحسنة العامة في المجتمع الدولي". لكن بكين أيضا حثت السودان على قبول قوات حفظ السلام وفي ابريل نيسان أرسلت مبعوثا لتفقد مخيمات اللاجئين في دارفور. ونفت كل من الصين وروسيا يوم الثلاثاء مزاعم منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الانسان بأنهما تنتهكان الحظر الذي فرضته الاممالمتحدة على الاسلحة من خلال السماح بدخول الاسلحة الى السودان. وقالت المنظمة ان تدفق الاسلحة الذي سمحت به الصين وروسيا عادة ما تم توجيهه ليستخدم في الصراع في دارفور وتشاد المجاورة. من كريس باكلي