قتل 11 فلسطينيا على الاقل يوم الثلاثاء ثمانية منهم في حادث واحد في أسوأ اقتتال داخلي بين حركتي حماس وفتح منذ ان شكلت الحركتان حكومة وحدة وطنية لانهاء العنف الذي يهدد بالانزلاق الى حرب أهلية. وبالنسبة لكثير من الفلسطينيين فان تفجر العنف كان مثيرا للانزعاج بوجه خاص لانه جاء في يوم احياء ذكرى النكبة الذي يتذكر فيه الفلسطينيون معاناتهم في الصراع مع اسرائيل. وقال مسؤول فلسطيني ان مصر تجري اتصالات "رفيعة المستوى" مع الفصائل المتقاتلة في محاولة لاعادة الهدوء. وقال متحدث باسم فتح انه في هجوم بالقرب من معبر المنطار قتل مسلحون من حماس ثمانية اعضاء في حرس الرئاسة التابع للرئيس محمود عباس. وقال المتحدث توفيق أبو خوصة ان الثمانية التابعين لحرس الرئاسة كانوا في طريقهم لمساعدة زملاء لهم يتعرضون لهجوم من حماس في قاعدة تدريب بالقرب من المعبر عندما فتحت القوات الاسرائيلية عبر الحدود النار عليهم. وقال ان بعض السيارات انقلبت وبعض الرجال اصيبوا. واضاف ان القوات تراجعت لكن نصب لهم كمين من جانب مسلحي حماس الذين أجهزوا عليهم. وفي مستشفى بغزة قال رجل أمن من فتح لتلفزيون فلسطين انه أصيب في الهجوم "جاءوا وأطلقوا النار على المصابين. وتركوني اعتقادا منهم باني مت." ونفى الجناح المسلح لحماس هذه المزاعم والقى باللوم في موتهم على اسرائيل واتهم حركة فتح بقتل قادتهم في وقت سابق. وقالت متحدثة عسكرية اسرائيلية ان القوات اطلقت النار على اثنين من المسلحين اقتربا من سور الحدود واصابت احدهما. ولكن وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس قال ان اسرائيل لا نية لديها بالتدخل في القتال الداخلي. وشكلت حركة حماس الاسلامية مع حركة فتح حكومة وحدة وطنية قبل شهرين في اتفاق بوساطة سعودية. وقال نبيل زكي (32 عاما) وهو من سكان غزة "كنا نأمل ان تختفي مخاوفنا بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. واعتقد اننا كنا مخطئين. اننا نقترب من حرب أهلية اليوم." ولم تصمد هدنة أعلنت في ساعة متأخرة يوم الاثنين على الاطلاق وقتل 20 شخصا على الاقل في الاقتتال الداخلي الفلسطيني منذ يوم الاثنين. وسيطر ملثمون على شوارع غزة التي قتل فيها يوم الثلاثاء ضابط أمن مؤيد لحركة فتح ورجل اخر لم تعرف هويته على الفور. واضطر الاهالي الذين تجرأوا على الخروج من منازلهم الى الشوارع الى التنقل بسرعة بين المنازل مطأطئي الرؤوس وسط دوي الرصاص. ووجه الزعماء الفلسطينيون مجددا نداءات تحث على الهدوء في كلمات بمناسبة الذكرى السنوية للنكبة والمأساة التي ألمت بالشعب الفلسطيني عند قيام اسرائيل في عام 1948 . وقالت ام محمد (56 عاما) وهي من سكان غزة "اليوم نشهد نكبة جديدة. ليس هناك مأساة اسوأ من الاقتتال الداخلي." وقالت مصادر غربية انه في تحد لحماس دخلت قوة مؤلفة من 450 مقاتلا من حركة فتح كانوا يتلقون تدريبا متقدما في مصر قطاع غزة من خلال معبر رفح الحدودي بموافقة اسرائيل. وخصصت الولاياتالمتحدة ملايين الدولارات لتقديم تدريب ومعدات غير قاتلة لحرس الرئاسة الذي يتألف من افراد من حركة فتح التي يتزعمها عباس وينظر اليها على نطاق واسع على انها قوة معادلة للمجموعات المسلحة التابعة لحماس. من نضال المغربي (شارك في التغطية محمد السعدي في رام الله)