أشاد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بما قال انه العلاقات التي تشهد تحولا بين بريطانيا وليبيا في أعقاب محادثاته مع الزعيم الليبي معمر القذافي يوم الثلاثاء وأعلن البلدان عن ابرام اتفاقيات هامة للطاقة والدفاع. وقال رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي ان ليبيا سوف تشتري صواريخ وانظمة دفاع جوي بريطانية بموجب اتفاق جديد للتعاون الدفاعي بين البلدين. وستكون هذه أكبر صفقة حربية لبريطانيا مع ليبيا منذ رفع حظر سلاح دولي على طرابلس في عام 2004 . ووقعت شركة بي.بي البريطانية العملاقة للنفط ومؤسسة النفط الوطنية الليبية الحكومية اتفاقا يوم الثلاثاء للتنقيب عن الغاز الطبيعي وانتاجه يتضمن التزاما مبدئيا قيمته 900 مليون دولار لعمليات الاستكشاف. وقال بلير الذي يقوم بثاني زيارة له الى ليبيا خلال توليه رئاسة الوزراء "العلاقات بين ليبيا وبريطانيا تغيرت تماما في السنوات الثلاث الاخيرة." وزار بلير ليبيا لاول مرة عام 2004 في تأكيد لعودة ليبيا الى المجتمع الدولي بعد تخليها عن محاولاتها للحصول على أسلحة محظورة وموافقتها على دفع تعويضات لضحايا تفجير طائرة للركاب فوق اسكتلندا عام 1988. واشاد بلير بالتعاون القوي في مكافحة الارهاب وفي مجالات الدفاع بين بريطانيا وليبيا العضو في منظمة اوبك. وقال بلير "العلاقات التجارية كما ترون من هذا الاتفاق الاستثماري الضخم اليوم تمضي من قوة الى قوة." واضاف قوله ان الاتفاق الدفاعي "سيقرب البلدين أكثر في التعاون في مكافحة الارهاب والدفاع وبطبيعة الامر في التجارة." وقالت بي.بي ان الاتفاق هو أكبر التزام تتعهد به في مجال التنقيب والاستكشاف وانه يمثل عودتها الى ليبيا بعد غياب استمر اكثر من 30 عاما بعد أن قام القذافي بتأميم مصالحها هناك عام 1971 . وقال توني هايوورد الرئيس التنفيذي لشركة بي.بي في بيان "ليبيا بما لديها من امكانيات هائلة من الغاز وموقع جغرافي موات ومناخ استثماري متحسن امامها فرصة هائلة ان تصبح مصدرا لطاقة أنظف للعالم." ويوم الثلاثاء التقى بلير وممثلي عائلات أطفال مصابين بفيروس مرض الايدز وهم محور قضية حكمت فيها محكمة ليبية بالاعدام على خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني بالاعدام. ويقول الستة انهم ابرياء. وتمثل زيارة ليبيا بداية اخر جولة لبلير في افريقيا قبل ان يتنحى عن رئاسة الوزراء في 27 من يونيو حزيران بعد ان ظل في منصبه نحو عشرة اعوام ليسلم السلطة الى وزير المالية جوردون براون. وسوف يسافر بلير ايضا الى سيراليون وجنوب افريقيا استعدادا لاجتماع قمة مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى في المانيا الاسبوع المقبل والذي سيتصدر جدول اعماله قضايا تغير المناخ وافريقيا. وسئل بلير هل تقارب الغرب مع ليبيا يمكن أن يكون مثلا يحتذى لايران فرد بقوله "اعتقد انه من الممكن دائما ان تتغير العلاقات لكنها في نهاية الامر تتغير على أساس الافعال." وقال بلير "فيما يتعلق بايران فانه لا يساورني شك على الاطلاق في ان الموقف هو نفسه من ناحية ان امكانية قيام شراكة موجودة دائما شريطة ان تكون الافعال هي أفعال شركاء." وقال المحمودي ان بريطانيا وليبيا تعتزمان توقيع اتفاق خلال العام القادم ينص على ما سماه تبادل السجناء. ولم يسهب فيما يعنيه.