انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس الأحد صاحب المعالي الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري نائب رئيس الحرس الوطني المساعد في المملكة العربية السعودية عن عمر ناهز خمسة وتسعين عاماً إثر مرض عانى منه، وسيُصلَّى عليه بعد صلاة عصر اليوم الاثنين بجامع الإمام تركي بن عبد الله بمدينة الرياض، وسيُوارى الثرى في مقبرة العود. والفقيد - رحمه الله - من رجالات الدولة السعودية الأوائل الذين خدموا دولتهم بكل تفانٍ وإخلاص قرابة الثمانين عاماً بدءاً من خدمته والتحاقه بجلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وبرحيله فقدت المملكة العربية السعودية أحد رجالها الأوفياء المخلصين. وكان الديوان الملكي السعودي قد اصدر الأحد بيان نعى فيه الشيخ عبد العزيز التويجري. ورافق الشيخ التويجري العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمدة 45 عاماً عمل خلالها وكيلاً للحرس الوطني ثم نائباً مساعداً. وقد بدأ الشيخ - رحمه الله - التحاقه بالعمل العام بتطوعه ضمن قوات الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية قبل أن يعينه الملك عبدالعزيز في عام 1931 مشرفاً على بيت المال في المجمعة وسدير والزلفي. وفي عام 1938 عين رئيساً لمالية المجمعة وسدير والزلفي. وفي السابع من نوفمبر من عام 1961 أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز مرسوماً ملكياً بتعيين التويجري وكيلاً للحرس الوطني . وفي الثالث عشر من يوليو/ تموز من عام 1975 أصدر الملك خالد بن عبدالعزيز مرسوماً ملكياً بتعيين التويجري نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد بالمرتبة الممتازة وفي يونيو من عام 1977 تمت ترقيته إلى مرتبة وزير. وقد عين الشيخ عبدالعزيز التويجري عضواً للجنة التحضيرية لمجلس الأمن الوطني في سبتمبر/ أيلول من عام 1979 وعضواً في مجلس القوى العاملة في يونيو/ حزيران من عام 1980 وعضواً في المجلس الأعلى للدفاع المدني في يناير/ كانون الثاني من عام 1986 ونائباً لرئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في يناير/ كانون الثاني من عام 1987 ونائباً لرئيس اللجنة العليا بالحرس الوطني في فبراير/ شباط من عام 1991 . كما عين التويجري عضواً في اللجان العليا الثلاث التي أعدت النظام الأساسي للحكم ونظام المناطق ونظام مجلس الشورى ، والتي صدرت في مارس/ آذار من عام 1992 . وكان رحمه الله ، قد ولد في عام 1918 (1336ه) في حوطة سدير وتعلم القرآن الكريم في الكتاتيب على يد "المطوع" صالح بن نصر الله وبرزت معاناته من اليتم في طفولته وأسهمت في تكون شخصيته الأبوية الحانية حتى كتب "اليتم الموجع أثر في حياتي وعجزت عن احتماله أو تفهمه آنذاك" . يكاد يجمع كل من كتب عن الراحل أنه كان شخصية لافتة بسعة أفقه الثقافي وقدرته على التفاعل مع مختلف الثقافات مقارنة بأبناء جيله. وقد فتح الشيخ عبدالعزيز التويجري - رحمه الله -بيته في المجمعة للمعلمين القادمين من مختلف بلدان العالم العربي ضمن موجة إحضار المعلمين العرب إلى السعودية في منتصف الخمسينات الميلادية. وقد أصدر أكثر من أربعة عشر كتاباً لقيت إهتماماً محلياً وعربياً أشهرها كتاب "لسراة الليل هتف الصباح (الملك عبدالعزيز/ دراسة وثائقية)" الذي صدر في بيروت عام 1997 وجاوز حتى الآن الطبعة السادسة. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته ، (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).