استحسنت الولاياتالمتحدة يوم الخميس قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعلان حالة الطواريء وتعهدت بمساندة المعتدلين الفلسطينيين الملتزمين بالتوصل لسلام مع اسرائيل من خلال المفاوضات. وفوز حماس في الاقتتال الطائفي في غزة قد يوجه ضربة خطيرة الى سعي الولاياتالمتحدة من أجل السلام على أساس افتراض ان عباس الذي يلقى دعما من الغرب سيكون بمقدوره كبح جماع النشطاء وان اسرائيل سوف تقبله كشريك لها. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بعد ان أعلن عباس حالة الطواريء وحل الحكومة "الرئيس عباس مارس سلطته الشرعية كرئيس للسلطة الفلسطينية وزعيم للشعب الفلسطيني." وأضافت قولها للصحفيين عند لقائها وزراء خارجية استونيا ولاتفيا وليتوانيا "اننا نسانده مساندة كاملة في جهوده لإنهاء هذه الأزمة التي تواجه الشعب الفلسطيني." وحركة حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية العام الماضي تعتبرها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي واسرائيل جماعة ارهابية. وكانت الولاياتالمتحدة قادت جهودا من أجل فرض عزلة على الحكومة التي تهيمن عليها حماس وطالبتها بنبذ العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود والالتزام باتفاقات السلام القائمة مع الدولة اليهودية. ومع ازدياد قلق الولاياتالمتحدة بسبب العنف المتصاعد اتصلت رايس هاتفيا في وقت سابق يوم الخميس بالرئيس عباس وأكدت دعم الولاياتالمتحدة له وللفلسطينيين للمعتدلين الاخرين الملتزمين بالتوصل لسلام مع اسرائيل من خلال المفاوضات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون مكورماك للصحفيين ان حكومة الرئيس جورج بوش ستنظر ايضا في نشر قوة دولية لحفظ السلام في قطاع غزة وهي فكرة طرحها الامين العام للامم المتحدة بان جي مون لكن واشنطن تعتقد ان العثور على قوات فعالة سيكون صعبا. وقال مكورماك ان الولاياتالمتحدة التي زودت الحكومة اللبنانية في الآونة الأخيرة بذخائر ستراجع برنامجها للمساعدة الأمنية للفلسطينيين. وينص البرنامج حاليا على تقديم تدريب ومعدات غير فتاكة. واضاف مكورماك قوله ان جهود السلام التي يقوم بها المعتدلون لاقت "عرقلة من جانب اولئك الافراد في غزة الذين هاجموا قوات الامن الشرعية التابعة للسلطة الفلسطينية والذين قرروا بطريقة متعمدة انهم سيحاولون تبديد آمال الشعب الفلسطيني في دولتهم المستقلة." وقال مكورماك "كونوا على يقين بأن السبيل لاقامة دولة فلسطينية يكون عبر مائدة المفاوضات. ولكنها لن تتحقق أبدا عبر استخدام العنف أو التهديدات أو التخويف أو الارهاب." وقال مكورماك ان الولاياتالمتحدة لم يتم اطلاعها على أي تفاصيل بشأن اقتراح بان جي مون الامين العام للامم المتحدة لنشر قوة دولية في غزة ولكن "بالتأكيد سوف ننظر في أي شيء قد يقترحه الامين العام." ومع ذلك قال انه سيكون من الصعب العثور على قوات تكون جاهزة وقادرة على الاضطلاع بالمهمة. وكان البيت الابيض أعرب يوم الخميس أيضا عن قلقه العميق من تدهور الوضع في قطاع غزة واتهم حركة حماس الاسلامية بارتكاب "أعمال ارهابية" في حق الشعب الفلسطيني. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو للصحفيين ردا على سؤال عن الموقف في غزة بعد ان استولى مقاتلو حماس على واحد من المعاقل الاخيرة في مدينة غزة لقوات حركة فتح التي يتزعمها عباس "هذا مصدر للقلق الشديد." من كارول جياكومو