اجرت روسيا امس تجربة ناجحة لصاروخ عابر للقارات متعدد الرؤوس قادر على اختراق الدرع الصاروخية المضادة، في وقت تصاعدت لهجة الخطاب السياسي بين موسكو والغرب، ففيما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من محاولات معاقبة بلاده، فيما دعت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس الاوروبيين الى التوحد في مواجهة روسيا. فقد نقلت وكالة (انترفاكس) الروسية أمس عن مسؤول في وزارة الدفاع الروسية انها أجرت تجربة ناجحة لصاروخ عابر للقارات من نوع (بولوفا). وأضاف ان (اطلاق الصاروخ وتحليقه سارا بصورة طبيعية). واضاف ان الصاروخ الذي اطلق من غواصة روسية، اصاب اهدافه في كورا في شبه جزيرة كامتشاتكا في اقصى شرق روسيا. ويصل مدى صاروخ (بولافا) الى ثمانية آلاف كيلومتر ويمكن تزويده بعشرة رؤوس نووية فردية التوجيه ويمتاز بقدرته على اختراق اي درع صاروخية. ووفقاً لتقارير الصحف الروسية، أجرت روسيا أول تجربة لبولافا في ايلول 2005 وأول تجربة ناجحة في كانون الأول من ذلك العام. وبولافا هو النسخة البحرية من صاروخ (توبول-ام البالستي) العابر للقارات وتم تصميمه لتسليح غواصات (بوري) الروسية الحديثة. من جهة ثانية حذر وزير الخارجية الروسية الولاياتالمتحدة من معاقبة موسكو لتدخلها في جورجيا وقال لافروف للتلفزيون الروسي (نحن لا نقع في موجة معاداة اميركا باعتمادنا مبدا العين بالعين واكيد اننا لن نتخاصم مع اوروبا). واضاف (لا يمكننا تجاهل النتائج التي يجب استخلاصها من الدعوات لمعاقبة روسيا). وفي واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان روسيا تزداد (تسلطا) و(عدوانية)، داعية الاوروبيين الى التوحد لمنعها من (الاستفادة من عدوانها) في جورجيا. وقالت رايس في خطاب القته في معهد الدراسات (جرمن مارشال فاند) في واشنطن، ان اعمال روسيا في جورجيا (تعبر عن تدهور في سلوكها منذ سنوات). واضافت ان (الصورة التي ترتسم نتيجة هذا السلوك هي ان روسيا تزداد تسلطا في الداخل وعدوانية في الخارج). وتابعت ان (ترشح روسيا لعضوية منظمة التجارة العالمية هو حاليا موضع شك. ان انضمامها الى منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي في اوروبا هو كذلك ايضا). وقالت (لا نستطيع ان نوافق على الاراء التي يبديها بعض المسؤولين الروس الذين يعتقدون انه اذا ما مارسنا ضغوطا كافية على بعض البلدان، واذا ما ارهبناها وهددناها وضربناها، سنستسلم وننسى وينتهي بنا الامر بالخضوع). واضافت (يتعين على الولاياتالمتحدة واوروبا الا تسمحا لروسيا بالاستفادة من عدوانها، لا في جورجيا ولا في سواها). وقالت ان (هدفنا الاستراتيجي الان هو ان نقول بوضوح للمسؤولين الروس ان خياراتهم تضعهم في طريق ذات اتجاه واحد: هو طريق العزلة الطوعية وفقدان تأثيرهم في العالم). وكان المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية وليام بيرنز قال أمس امام مجلس الشيوخ ان واشنطن قد تاخذ اجراءات اخرى اضافة الى تجميد الاتفاق النووي مع روسيا المعلن الاسبوع الماضي. وأضاف بيرنز مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية وسفير الولاياتالمتحدة في موسكو سابقا (سنواصل دراسة خيارات اخرى). وقال في كلمة القاها امام مجلس الشيوخ انه (يجب على روسيا ان تتحمل انعكاسات اكثر خطورة لاعمالها في جورجيا كي تحترم في النهاية الالتزامات التي قطعتها امام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي). وفي مقابل اللهجة الأميركية التصعيدية، قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر أمس في لندن ان حل الازمة الجورجية لا يمكن ان يتم فقط ب(معاقبة) روسيا. وقال شيفر خلال كلمة امام مركز الدراسات (روسي) المتخصص في المسائل العسكرية في (مويكو)(لا يمكننا ان نجد حلا اذا سعينا فقط الى معاقبة روسيا). واضاف (حلف شمال الاطلسي ليس هيئة للمعاقبة. ومن غير الضروري ان ندخل في تصعيد كلامي. لا نحتاج الى تشديد اللهجة). بدوره الوزير الأميركي غيتس دعا الى عدم استفزاز روسيا. وقال في تصريح صحافي (لست انوي التحدث باسم اي كان لكن من الصعب علي ان اتصور ان الذين يشكلون الحلف الاطلسي في الوقت الراهن يشعرون بتهديد عسكري حقيقي من جانب روسيا). واضاف (ثمة بعض القلق الى حد ما، لكني اعتقد ان ذلك ناجم عن ضغوط وتخويف اكثر مما هو ناجم عن امكانية فعلية لاندلاع عمل عسكري).