رفض رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي الإمتثال لطلب الإدارة الأمريكية منه مراجعة القنصلية الأمريكية في تونس بهدف الحصول علي بصمته والتأكد من هويته قبل منحه تأشيرة دخول للأراضي الأمريكية لأغراض عملية . وعلم من مصادر متابعة في مدينة رام الله ان السفارة الأمريكية في تونس طلبت من القدومي الحضور شخصيا وخلافا للأعراف الدبلوماسية لمقر القنصلية حتي يتقدم بأوراق وطلبات الحصول علي التأشيرة فيما رفض القدومي هدا الطلب جملة وتفصيلا متراجعا عن طلب ضمني وشفهي له بالحصول علي تأشيرة زيارة للعمل للولايات المتحدة. وكان القدومي يخطط لزيارة مقر الأممالمتحدة في نيويورك في شهر ايلول (سبتمبر) المقبل لحضور الإجتماع الدوري للجمعية العمومية بصفته وزيرا لخارجية دولة فلسطين. وقال المصدر ل القدس العربي ان الخارجية الأمريكية حاولت التلاعب مع القدومي واشترطت عليه تقديم طلب اعتيادي كأي زائر وإجراء التبصيمات والتواقيع اللازمة في مقر القنصلية في العاصمة التونسية لكن الأخير رفض تماما الطلب الأمريكي وقرر التراجع عن حضور الإجتماع الدولي. وتنص الأعراف الدبلوماسية علي عدم حضور الشخصيات الرسمية او الوزارية او الدبلوماسية لمقرات التأشيرات والقنصليات فيما اعتبرت اوساط مقربة من القدومي بان الطلب الأمريكي يخالف كل ما تم التعارف عليه في الحياة الدبلوماسية. وكان القدومي قد رفض ايضا عرضا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتدبير تصريح زيارة له لأغراض الحضور مؤقتا لمدينة رام الله قبل نحو اسبوعين قائلا انه لن يعود للوطن بتصريح إسرائيلي مهما كلفه الأمر. وفي غضون ذلك يسارع الرئيس الفلسطيني من تحضيراته وخطواته باتجاه العمل علي تنظيم انتخابات مبكرة في الأراضي الفلسطينية وحل المجلس التشريعي الحالي فيما يقاوم عباس جهدا منظما تقوم به عدة شخصيات فتحاوية عريقة في إطار الدعوة للعودة الي التحاور مع حركة حماس بالرغم مما حصل مؤخرا في قطاع غزة ولاحظت اوساط حركية تحدثت ل القدس العربي بان جبهة الإصرار الرئاسي علي عدم التحاور مع حماس باتت أضعف في الآونة الأخيرة في ظل تصاعد الرأي داخل الحركة لصالح التلاقي مع حماس والتحاور معها بدلا من العمل علي انتخابات مبكرة في ظل الأزمة الحالية بين الحركتين. ويساند القيادي الفتحاوي جبريل الرجوب الدي تزاديت أسهمه مؤخرا في إطار مؤسسة المجلس الثوري للحركة بقوة خيار التحاور مع حماس فيما يعمل الرجل الثاني في الحركة فاروق القدومي علي إدامة الحوار مع قادة حماس السياسيين في دمشق باسم حركة فتح مخالفا ضمنيا توجهات الرئيس عباس في هذا الإطار.