شهدت القاهرة امس حلقة جديدة في مسلسل الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، حيث عقد نحو خمسمئة قاض وقفة صامتة ومهيبة امام دار القضاء العالي لاحياء ذكري انتهاكات واعتداءات الشرطة ضد متظاهرين اثناء استفتاء علي تعديل الدستور العام الماضي. واحتشد مئات المتظاهرين من اعضاء حركة كفاية والحملة الشعبية من اجل التغيير امام نقابة الصحافيين في وسط القاهرة مرددين شعارات قوية ضد الرئيس المصري وعائلته والحكومة وقوات الامن، وسط حصار امني مشدد شاركت فيه آلاف من قوات الامن المركزي وفرق الكاراتيه. الا ان المتظاهرين لم يتعرضوا لاعتداءات من تلك القوات كما حدث في الاسبوعين الماضيين. واعتقلت الشرطة ثلاثة اعضاء من حركة كفاية. وغاب اعضاء جماعة الاخوان المسلمين عن مظاهرات الامس ما عزاه مراقبون لوجود القيادي عصام العريان في المعتقل. وتوجه القضاة الذين اصبحوا رمز الحركة الاصلاحية في مصر الي دار القضاء العالي مرتدين اوشحتهم واوسمتهم بعد ان عقدوا جمعية عمومية في نادي القضاة طالب خلالها رئيس النادي المستشار زكريا عبد العزيز باقرار قانون السلطة القضائية. وفي مواجهة الحصار الامني المشدد شارك آلاف المواطنين في ترديد الهتافات بينما كانوا يمرون في الحافلات، ومن بين ابرز تلك الهتافات: قاضي يا قاضي شد الحيل.. الحرية طريقها طويل . بسطاويسي قوم قوم، اوعي يهزك اي لوم، وهتحاكمهم انت في يوم . يا مبارك حس كفاية.. ماكفتكشي كام ولاية . و ويكا ويكا يا عميل امريكا.. رايح ليه علي بيت امريكا . عمر السجن ما غير فكرة.. عمر السجن ما أخر بكره . واشاروا الي المعتقلين بالاسماء مطالبين بالافراج عنهم، وقالوا عهد مبارك ولي وراح.. وحياتك دي حلاوة روح . كما هتفوا بسقوط مبارك وكبار مسؤولي الدولة مرددين قولوا للباشا تمام علي الخيبة.. واقف يحمي في الهليبة.. امن الدولة يا بلطجية واقفين تحموا في الحرامية وقد قام عدد من القضاة بالاقتراب من مظاهرة كفاية ووجهوا التحية للمتظاهرين. وقد شهدت نقابة الصحافيين جمعية عمومية حاشدة حيث هدد الاعضاء بالاعتصام والاضراب عن العمل والدعوة لحجب الصحف في حالة لم تتم الاستجابة لمطالبهم بشأن اصدار قانون بمنع حبس الصحافيين والافراج عن المعتقلين.