* هدّد صحفيو مصر باللجوء إلى الاعتصام المفتوح ما لم يتم إلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر التي وعد الرئيس حسني مبارك منذ أكثر من عامين بالعمل على إلغائها. ورفعت الجلسة الأولى من الجمعية العمومية للصحفيين اليوم الخميس 25-5-2006 احتجاجًا على الحصار الأمني الشديد لمبنى النقابة. فمنذ ساعات الصباح الأولى ضربت قوات مكافحة الشغب طوقًا حول المبنى، وسمحت فقط بالدخول إليه، بينما رفضت خروج أي شخص، خوفًا من انضمامه للقضاة خلال وقفتهم الاحتجاجية أمام دار القضاء العالي المجاور لنقابة الصحفيين. وفي تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت" قال جلال عارف نقيب الصحفيين: إن الجمعية العمومية ستعقد جلستها الثانية السبت المقبل 3-6-2006. وأوضح أن "الحصار الأمني منع الجمعية من استكمال بحث ومناقشة مطلبين أساسيين للصحفيين، وهما: إلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى نحو 600 جنيه (100 دولار)". وقال عارف أثناء انعقاد الجمعية العمومية التي حضرها نحو 2500 صحفي: "أطالب الرئيس مبارك بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر؛ لأن هذا ركن أساسي للإصلاح في البلاد". وهدّد نقيب الصحفيين بأنه "ما لم يتحقق هذا المطلب فإن الصحفيين سيلجئون إلى الاعتصام المفتوح داخل نقابتهم". من جانبه قال جمال فهمي عضو مجلس النقابة ل"إسلام أون لاين.نت": "إن الجمعية العمومية ستحدد شكل المواجهة مع الحكومة، إما بالإضراب العام أو بالاعتصام المفتوح داخل النقابة أو بتنظيم مسيرات و". وفي أحدث استهداف للصحفيين أحال المستشار هشام بدوي، المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا، الأربعاء 24-5-2006 ثلاثة صحفيين ومحام إلى محكمة جنايات القاهرة؛ لنشرهم قائمة بأسماء قضاة يتهمونهم بتزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة. والصحفيين المعتقلون هم عبد الحكيم الشامي الصحفي بصحيفة "آفاق عربية" القريبة من جماعة الإخوان المسلمين، وهدى أبو بكر ووائل الأبرشي من صحيفة "صوت الأمة"، أما المحامي فهو جمال تاج الدين. وتعليقًا على قرار الإحالة قال تاج الدين ل"إسلام أون لاين.نت" الخميس 25-5-2006: "هذه رسالة رعب وإرهاب لكل من يحاول محاربة التزوير والفساد في هذا البلد". أما المستشار محمود الخضيري رئيس نادي القضاة بالإسكندرية فقال: "كما حاولوا (السلطات المصرية) إرهاب القضاة، يحالون إرهاب الصحفيين. الحملة الحالية هي حملة مدبرة ضد الصحافة الحرة". وأضاف ل"إسلام أون لاين.نت": "نحن (القضاة الإصلاحيون) نقف مع حرية الرأي والتعبير؛ لأن ما يحدث الآن هو ردة عن الديمقراطية في مصر.. هذه حملة ضد الحرية لم تنتهِ بعد". وبالتزامن مع الجمعية العمومية للصحفيين شهدت مصر عدة نظمها قضاة وناشطون ومجموعة من أساتذة الجامعة للمطالبة بالإصلاح والتغيير، وذالك في الذكرى الأولى للاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور. فأمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة نظّم نادي القضاة الخميس وقفة احتجاجية شارك فيها نحو 1500 قاض، احتجاجًا على عدم صدور مشروع قانون السلطة القضائية، والمطالبة بالتحقيق في التجاوزات التي شهدتها الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والإفراج الفوري عن المعتقلين على خلفية التضامن مع القضاة الإصلاحيين. وأفاد مراسل "إسلام أون لاين.نت" بأن ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وصحفيين أحاطوا القضاة خلال توجههم من ناديهم إلى دار القضاء العالي بعلم مصر بلغ طوله نحو 20 مترًا، كما علقت على جانبي الطريق لافتات التأييد والتضامن مع القضاء. "يحيا العدل" وضمن حملة لمساندة استقلال القضاء أطلقتها حركة "شايفنكم للمراقبة الشعبية" وزعت الإعلامية بثينة كامل شارات على القضاة كتب عليها: "يحيا العدل"، وعلقها القضاة على صدورهم أثناء الوقفة الاحتجاجية. واستمرت وقفة القضاة نحو 30 دقيقة ساد خلالها الصمت التام، بيد أنه أثناء عودتهم إلى ناديهم المجاور ارتفعت أصوات المتضامنين، وضجت أركان المكان بالتصفيق الحاد تأييدًا للقضاة ولوقفتهم، غير أن قوات مكافحة الشغب منعت المتضامنين بالقوة من الانضمام للقضاة. وبعد الوقفة عقد القضاة لقاء مفتوحًا دعا خلاله المستشار زكريا عبد العزيز رئيس النادي الحكومة إلى التحاور مع القضاة عبر ناديهم الممثل الشرعي لهم، والاستجابة لصوت العقل بشأن قانون السلطة القضائية الذي أعده النادي، وترفض الحكومة عرضه على البرلمان لإقراره. وقال: "إذا أرادت الحكومة إصلاحًا حقيقيًّا فعليها إصدار قانون السلطة القضائية الذي أعده القضاة"، مشددًا على أن "نادي القضاة لن يقبل أي التفاف أو تحريف في نصوص المشروع.. إما أن يؤخذ كاملاً أو يرد". وشهد وسط العاصمة أيضًا تظاهر ما يقرب من 500 شخص من مختلف القوى الوطنية، مثل الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) والحركة الثورية الاشتراكية وحزب العمل المجمد وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، متجاهلين تعليمات وزارة الداخلية بمنع التظاهر والتجمعات إلا بإذن مسبق. ورفع المتظاهرون أعلام مصر، ورددوا هتافات معادية للرئيس مبارك، منها: "يسقط يسقط حسني مبارك"، "يا حاكمنا بالمباحث كل الشعب بظلمك حاسس" كما رددوا هتافات للتضامن مع القضاة الإصلاحيين، ومنها: "شدوا حيلكم يا قضاة"، و"وسط الظلمة وسط الليل القضاة هم الدليل". ورفعوا لافتات مكتوب عليها: "سحل القضاة في الشوارع عار سيدفع ثمنه التتار"، و"بدء العد التنازلي لاستعادة وطننا المنهوب". وشهد وسط القاهرة حضورًا أمنيًّا مكثفًا، حيث احتشد منذ ساعات الصباح الأولى الآلاف من قوات مكافحة الشغب. جامعة القاهرة وفي جامعة القاهرة تظاهر أعضاء بهيئة التدريس لدعم القضاة الإصلاحيين، بينما طوقت قوات الأمن أسوار الجامعة من الخارج. وتُعَدّ هذه أول واسعة منذ قضى مجلس تأديب الخميس 18-5-2006 ببراءة المستشار محمود مكي وتوجيه اللوم للمستشار هشام البسطويسي بشأن اتهامهما بالحديث لفضائيات وصحف عن تجاوزات في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وشهدت محاكمة المستشارين فعاليات تضامنية كبيرة حول دار القضاء العالي، حيث تمت محاكمتهما. وواجهت قوات الأمن تلك الاحتجاجات بالقوة، وهو ما أسفر عن إصابة العشرات، واعتقال مئات المتضامنين مع القضاة الإصلاحيين. ==================== إسلام أون لاين