يواجه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي يجسد انفتاح الرئاسة الفرنسية الجديدة على اليسار وضعا حرجا في خضم الجدل المحتدم بشأن الثمن الذي دفع الى ليبيا لقاء اطلاق سراح الممرضات الخمس والطبيب البلغار. وبعد ان انتقده في مرحلة اولى رفاقه السابقون الاشتراكيون معتبرين ان الرئيس نيكولا ساركوزي وزوجته سيسيليا اقصياه عن هذه القضية فانه الان موضع اتهام لنفيه حصول اي مقايضات مع نظام معمر القذافي. واعلنت طرابلس الخميس توقيع عقد لشراء صواريخ مضادة للدروع من طراز "ميلان" بعد بضع ساعات على صدور بيان عن مكتب كوشنير يؤكد مرة جديدة عدم حصول اي مقايضة مع ليبيا لقاء الافراج عن الطاقم الطبي البلغاري فيما يلزم الغموض بشأن احتمال حصول صفقات اسلحة. واوضح بيان وزارة الخارجية ان كوشنير الذي استمعت اليه لجنة الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ "نفى ان يكون هذا الافراج تم لقاء اي مقابل سواء كان اموالا او توقيع عقد تسلح". وشدد كوشنير في البيان على ان فرنسا "تحترم وستظل تحترم التشريعات الدولية" في "اي مفاوضات تجارية تجرى منذ بضع سنوات او لاحقة سواء كانت متعلقة بالطاقة النووية المدنية او بالاسلحة او اي مجال آخر". غير ان الوزارة نفت الجمعة وجود اي "فرق او تناقض" بين البيان واعلان توقيع العقد مشيرة الى انه لا يعود لها كشف تفاصيل "مفاوضات تجارية" بدأت منذ سنوات. ويندرج الجدل حول عقد التسلح في اطار الجدل حول مسألة امداد ليبيا بمفاعل نووي لتحلية مياه البحر بموجب مذكرة وقعت بين كوشنير ونظيره الليبي عبد الرحمن شلقم خلال زيارة قام بها ساركوزي الى طرابلس الاسبوع الماضي غداة الافراج عن الممرضات والطبيب. وطالب زعيم الحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند بتشكيل لجنة تحقيق نيابية من اجل "توضيح" مضمون المفاوضات بين باريس وطرابلس. وندد هولاند بكون صفقات الاسلحة اعلنت من مصدر ليبي "في حين ان وزارة الخارجية ليست على علم بها". وبعد ان شكل انضمام كوشنير الى الحكومة اليمينية احراجا كبيرا للحزب الشيوعي لم يتردد قادة هذا الحزب في توجيه انتقادات قاسية اليه مشددين على موقفه الحرج حيال صفقة بيع اسلحة وتكنولوجيا نووية الى نظام دكتاتوري وهو المدافع عن حق التدخل لدواع انسانية. وقال النائب الاشتراكي فرنسوا لونكل "انه امر مشين لاننا اذا تمعنا في خط كوشنير نجد انه دعا الى الابتعاد عن الواقعية السياسية والاهتمام اكثر بحقوق الانسان. وفي المقابل فان هذه القضية لم تتخط الواقعية السياسية فحسب بل بلغت حد الوقاحة المطلقة". وسبق ان هاجم الاشتراكيون كوشنير واتهمه هولاند بانه لم يلعب "اي دور" في الافراج عن الطاقم الطبي. واثارت هذه الانتقادات المتتالية رد فعل حاد الاربعاء من كوشنير فقال "هذا كله من قبيل التهريج" منددا ب"افتراءات" الذين "يزعجهم تحقيق نيكولا ساركوزي وحتى سيسيليا نجاحا اضافيا". ونددت المتحدثة باسم الاتحاد من اجل حركة شعبية نادين مورانو الخميس ب"هجمات الاشتراكيين المتواصلة على برنار كوشنير" ما "يكشف مرة جديدة عن ميلهم المسرف الى المجادلة". 04/08/2007