لا يعرف الكثيرون أنه خلال الجهود التي بذلت لإطلاق سراح مراسل بي بي سي الذي كان قد اختطف في غزة، آلان جونستون، سافر أحد المسؤولين البريطانيين إلى العاصمة السورية دمشق لطلب المساعدة من القيادي في حماس، خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة والمعروف بأنه أكثر الأفراد نفوذا في حماس. واستغل مشعل فرصة المناقشات التي دارت مع المسؤول البريطاني ليقول إن المجتمع الدولي سيدخل في محادثات أوسع مع حماس، عاجلا أو آجلا، فلم لا يتم ذلك قريبا بدلا من الانتظار لسنوات تكثر فيها المعاناة والموت واندثار الأمل؟. هكذا استهل دونالد ماكينتاير مقاله الذى كتبه لصحيفة الاندبندنت البريطانية تحت عنوان: "شاؤوا أم أبوا، ستتحدث أوروبا وأمريكامع حماس". ويقول ماكينتاير إن مطلب مشعل ربما لم يصادف آذانا صماء - برغم الحظر الأوروبي المفروض على الاتصالات مع حماس والذي رفعته بريطانيا مؤقتا من أجل الإفراج عن جونستون، وأن عددا من المسؤولين في الإدارة الأمريكية مثل وزير الخارجية السابق كولين باول ومسؤول سابق آخر في إدارة جورج بوش هو ريتشارد هاس ووزير الخارجية الاسرائيلي السابق شلومو بن عامي رأوا ضرورة التحدث مع حماس أو مع "المعتدلين" فيها. ويخلص ماكينتاير إلى أن مشعل قد يكون على حق على المدى الطويل على الأقل، حسب تعبيره، وأن حماس جزء من المشكلة فيجب أن تكون أيضا جزءا من الحل. تنتقل بنا الفاينانشال تايمز إلى العراق حيث كتب أندرو إيدجكليف جونسون قائلا "إن عددا كبيرا من الصحفيين المحليين يفوق نظيره من الصحفيين الغربيين دفعوا حياتهم في الحرب (في العراق). ويقول جونسون ان من الصحفيين فاقت في الحرب في العراق أي حرب حديثة أخرى، حيث قتل ما لايقل عن 112 محررا ومراسلا ومصورا صحفيا وأربعون يعملون في مهن مساعدة للصحفيين مثل المترجمين والسائقين أثناء العمل في العراق منذ بدء الحرب في مارس/ آذار 2003، طبقا لتقرير اصدرته لجنة حماية الصحفيين، التي تأسست عام 1981. وينقل الكاتب عن مؤسسة صحفيين بلا حدود ان الحصيلة وصلت إلى 198 بالإضافة لعشرات ممن تم اختطافهم، بينما يقول الاتحاد الدولي للصحفيين ان الرقم وصل إلى 200. وللمقارنة، يقول جونسون، قتل 38 صحفيا أثناء تغطيتهم الصراع في الجزائر بين عامي 1993 و1996 وقتل ما بين 66 و71 أثناء حرب فييتنام بينما قتل 68 أثناء الحرب العالمية الثانية واثنان خلال الحرب العالمية الأولى. وكانت حصيلة الصحفيين الذين قتلوا في العراق العام الماضي فقط هي الأكبر التي تحصيها اللجنة في دولة واحدة منذ تأسيسها. وتستثني هذه الحصيلة من قتل في غير عمل حربي مثل قتلى حوادث السير او الطائرات. وتقر هذه المؤسسات بأن أعداد القتلى من الصحفيين العراقيين فاقت غيرهم وأن عددا من المؤسسسات الصحفية في الولاياتالمتحدة وأوروبا عمد إلى وضع قيود على سفر مراسليه الى العراق خشية تعرضهم للمخاطر بسبب تصاعد العنف. وأنها تعتمد بشدة على مراسليين عراقيين يعملون خارج العاصمة العراقية بغداد. ويشير تقرير لجنة حماية الصحفييين إلى ان 90 صحفيا عراقيا قتلوا خلال عملهم على تغطية مجريات الأحداث، مقارنة ب13 من دول أوروبا وامريكيين اثنين وثلاثة من دول عربية غير العراق. ومن بين هؤلاء 73 قتلوا عمدا و39 قتلوا في اشتباك عسكري بين جهتين. ويقول التقرير إن بعضا من هؤلاء العراقيين عملوا لصالح مؤسسات عراقية مثل وكالة أنباء أصوات العراق وراديو العراق الحر بينما يعتقد ان الآخرين استهدفوا لعملهم في خدمة مؤسسات صحفية اجنبية. على صعيد ذي صلة، يتحدث كون كولين في الدايلي تلجراف عن انه كان " من المرجو أن يكون شهر اغسطس/ آب الجاري هو الشهر الذي تؤتي فيه الجهود قطافها. بعد أربع سنوات من سفك الدماء والفوضى السياسية اعتقد البيت الأبيض ان استراتيجية تدعيم العملية العسكرية التي تقوم بها القوات في العراق وتشجيع الحكومة العراقية على القيام بالإصلاحات التي تحتاجها البلاد بصورة ماسة قد يثمر في النهاية عن السلام الذي تلهث وراءه إدارة بوش منذ الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين" (عام 2003). وبدلا من ذلك، يضيف الكاتب، وجد الجنود الأمريكيون أنفسهم مضطرين لانتشال جثث المئات من اليزيديين الذين قتلهم ارهابيو القاعدة، بينما ظلت الحكومة العراقية في حالة شلل بسبب استمرار مقاطعة معتدلي الطائفة السنية لها. والآن تعاني آمال الحكومة الأمريكية بالبدء في سحب قواتها من العراق من انتكاسة كبرى. لاسيما وأن الهجوم الأخير على القرى التي يقطنها اليزيديون بالقرب من الحدود السورية اثبت أن الاستراتيجية الأمريكية التي تضمنت إرسال 30 ألف جندي أمريكي إلي العراق - والتي ارتفع بها عدد قوات التحالف في العراق إلى 160 الفا - لنشر الأمن وإخماد المجموعات المسلحة التي دفعت بالبلاد للفوضى لم تنجح في ارساء الاستقرار في العراق. في التايمز مقال بعنوان "ماهو المرادف العربي لعبارة :سنقف بجانبكم؟" ويشرح الكاتب كيف أن نظرة العراقيين لمواطنيهم الذين أقدموا على مساعدة القوات التي دخلت للعراق عام 2003 - لاسيما الذين قدموا خدمات الترجمة منهم للجنود - تحولت من أولئك الذين يشاركون في تحرير العراق إلى الخونة والمتواطئين والمتعاملين مع العدو وفي في احسن الظروف الانتهازيون. ودفع هذا القوات الدنماركية ان تصحب معها 200 عراقي ( ممن قدموا خدمات الترجمة وغيرها للجنود) مع عائلاتهم لدى انسحاب هذه القوات من البلاد. وينقل الكاتب عن أحد هؤلاء العراقيين يصف من أحد المدن الدنماركية شعوره عندما وُصف في العراق بالمتواطئ مع العدو وكيف انه تعرض لنظرات الازدراء والتجاهل من قبل الجيران في الطريق بل والبصق عليه وتلقي رسائل التهديد.