لا يكون عيد الفطر في تونس عيدا دون "الحلو" وهو الاسم الشائع للحلوي التقليدية التي توارث التونسيون وصفات تحضيرها عن الأجداد منذ مئات السنين. وتتفنّن التونسيات في إعداد "المقروض" القيرواني و"الغريبة" و"البقلاوة" و"أذن القاضي" و"المحشي" و"الصمصة"، وكلها أسماء لحلوي شعبية منها ما يقلي في الزيت ومنها ما يطهي في درجة حرارة عالية بأفران المخابز. وبحثا عن النكهة الأصلية لمقروض القيروان، يقصد كثير من التونسيين مدينة القيروان /160 كلم جنوب العاصمة/ لشراء كميات من المقروض الشهير الذي تشتهر به المدينة. وتوفيرا للوقت والجهد، تفضل المرأة التونسية العاملة ،التي تخلت عن طقوس إعداد "الحلو"، شراء هذه الحلوي جاهزة. واعتادت العائلات التونسية تتبادل أطباق "الحلو" وتقديمه للضيوف والزوار خلال العيد. ويشتهر أهالي محافظة صفاقس بعادة تحضير الأسماك المملحة التي يتناولونها في أول أيام العيد. ويطلق التونسيون علي عيد الفطر اسم "العيد الصغير" ويعتبرونه عيدا خاصا بالأطفال الصغار الذين يدللهم الكبار بشراء ملابس وأحذية ولعب جديدة وبدفع "المهبة" (العيدية) وبحملهم إلي حديقة الحيوان والملاهي. وطوال أيام العيد يدخل الأطفال في سباق محموم لفرقعة "الفوشيك" (ألعاب نارية) واستعراض اللعب (طائرات وسيارات ومسدسات) المستوردة غالبا من الصين. واعتادت النسوة في ريف تونس تخضيب الأقدام والأيادي بالحناء ليكون العيد "مبروكا". كما اعتدن تحضير "المردومة" وهي صبغة شعر تقليدية سوداء اللون تطبخ في آنية من الفخار علي نار هادئة وتستعمل ليلة العيد. ويوم العيد، لا ينسي التونسيون أمواتهم فبعد صلاة العيد يذهب الرجال للمقابر لقراءة الفاتحة. أما النساء فيقمن بذلك في الأسبوع الأخير من رمضان كما جرت العادة في البلاد. الراية القطرية- الخميس11/10/2007