أكدت مصادر حقوقية مطلعة من داخل البلاد التونسية خبر الافراج المشروط عن عشرات من معتقلي السلفية في تونس. وفيما يبدو أنه عفو رئاسي خاص بمناسبة عيد الفطر المبارك ,فان مصادر سياسية تونسية أكدت خبر اطلاق عناصر سلفية اعتقلت خلال السنوات الفارطة منذ صدور ماسمي بقانون مكافحة الارهاب الذي وصف باللادستوري من قبل نخبة بارزة من رجال القانون في الداخل والخارج. وحول العدد الجملي للمفرج عنهم أكد رجال قانون بارزون اتصلت بهم صحيفة الوسط التونسية تعسر ضبط عدد دقيق للذين شملهم قرار هذا العفو المشروط بمناسبة العيد وذلك على خلفية انعدام اعلان رسمي أو قائمة نهائية لمن شملهم قرار العفو الشرطي. وفيما تضاربت الأنباء حول عدد المعتقلين من ذوي الميولات السلفية في تونس , فان الأستاذ سمير ديلو المحامي والسياسي البارز والكاتب العام للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أكد لنا على عدم تجاوز العدد الجملي لهم لبضع المئات وهو ماعنى أن عددهم قد لايفوت في أقصى الحالات ألف وخمسمائة معتقل . هذا وأكدت لنا مصادر قريبة من الأوساط الحكومية بأن الذكرى العشرين للسابع من نوفمبر ستحمل خبر عفو قد يشمل عددا كبيرا من هؤلاء المعتقلين السياسيين هذا علاوة على من تبقى من معتقلي حركة النهضة التونسية المحظورة ذات التوجهات الاسلامية المعتدلة . أما عن قرار المحكمة الادارية بخصوص الغاء قرار الرفت لمدرسة تونسية من الوظيفة العمومية على خلفية ارتدائها للحجاب , فان مصادر حقوقية أكدت لنا أن هناك قضية أخرى في طلب ابطال مفعول المنشور 108 بصفة نهائية بناء على تنافيه مع روح وقواعد الدستور التونسي والحريات الأساسية . هذا وتأكدت الوسط التونسية عبر نفس المصادر الحقوقية والسياسية من غياب حملة رسمية مناوئة ومنظمة مركزيا ضد المحجبات منذ مايزيد عن سنة كاملة , وهو ماعني أن بعض المضايقات التي وقعت على مستوى بعض الجهات لمرتديات الزي الاسلامي لم تخرج عن اطار تجاوزات أمنية أو سياسية قامت بعض الجهات التي لاتلتزم بأي تعليمات رسمية أو التي تقف على خط المناوئة لكل مظاهر التمسك بالهوية والأصالة. من جهة أخرى يواصل كل من الأستاذ أحمد نجيب الشابي والأستاذة مية الجريبي اضرابهما عن الطعام احتجاجا على ماوصف على نطاق واسع بمصادرة مقرات الفضاء العمومي أو دفاعا عما سمي على لسان قادة الحزب الديمقراطي التقدمي باخر مربعات الحرية. وفي اتصال أجريناه ثاني أيام عيد الفطر المبارك بمدير جريدة الموقف ومفوض العلاقات الدولية والسياسية بالحزب التقدمي , أكد لنا الأستاذ أحمد نجيب الشابي خبر مواصلة الاضراب ودخول حركته الاحتجاجية لأسبوعها الرابع على التوالي كما ارتفاع الروح المعنوية للمضربين . أما في الأوساط الديبلوماسية الصديقة لتونس فقد أفاد مصدر بارز ورفيع بأن أعين الديبلوماسية الغربية تتركز على ماسيصدر من قرارات انفراجية في المشهد السياسي في الذكرى العشرين لتاريخ اعتلاء الرئيس بن علي لمنصب رئيس الجمهورية , وهو التاريخ الذي يعد في نظر الكثير من التونسيين والتونسيات مدخلا مفصليا في معالجة الكثير من القضايا الحقوقية والسياسية العالقة منذ مطلع تسعينات القرن الماضي. حرره مرسل الكسيبي* بتاريخ 13-10-2007 - س 19 مساء بتوقيت تونس. *كاتب واعلامي تونسي / رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية :