حدد الأمين العام لحزب «التجمع الدستورى الديمقراطي» التونسي الهادي مهنا، أبعاد المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب، الذي سينطلق في تونس اليوم ويدوم حتى السبت. وقال في حوار أجرته معه ل«الشرق الاوسط»، ان تونس تركز على مدونة (قانون) مكافحة الارهاب والحوار بين الحضارات وتحسين صورة المسلمين والاديان الاخرى فى بلداننا. وأشار الى اهتمام الرئيس زين العابدين بن علي بمكافحة الارهاب، والتحذير من خطورته وجرائمه التي تكون ضحيتها الشعوب. كما تحدث عن البرامج التي أعدتها الدولة لإشراك الشبان في الشأن العام منذ بلوغهم سن 18. وقال ان تونس لم تعتمد خطاب «ايها المواطنون» وانما اعتمدت على سواعدها وامكانياتها المتواضعة. وفي ما يلي نص الحوار: * ما هي دواعي إعداد برامج تحفز الشباب على المشاركة في الشأن العام بتونس منذ بلوغهم سن 18؟ الحوار مع الشباب حاجة لزيادة التكوين السياسي وفتح مجالات الحوار معه حتى يلم بالتحديات المطروحة على المستوى الوطني والعالمي، اضافة الى اعداده لتحمل المسؤولية، لان الشباب سيكون يوما هو المسؤول. وقد لاحظنا ان الشباب يهرب من تحمل المسؤولية وأحيانا تكون لديه بدائل أخرى، مثل الفراغ والضياع، ولذلك نحرص على أن يبقى في اطار الوعى واحترام الغير والوطن والمواطنين. * هل يعني هذا أنكم نقلتم السياسة الى الجامعات؟ دخول الوعي السياسي للجامعة ليس حراماً، بل على العكس لقد تعلمنا السياسة فى مدرجات الجامعات، ولدينا فى الجامعة منظمة الطلبة التجمعيين، وكذلك المنظمة الوطنية للشباب، والرئيس بن علي يلفت الانتباه كثيرا الى الاهتمام بالشباب، وقبل كل شيء من حق الشباب أن يكون على علم بما يجري في الوطن والبرامج التي أعدت من أجله، وان يساهم فى تنفيذها وان يكون هناك تواصل بين المسؤولين والمجتمع والشباب. وبذلك نبعد شبابنا عمن يغذي فيه روح التطرف. نحن نقوم بواجبنا تجاههم. الشباب يتفاعل (مع القضايا المطروحة في تونس) بعيدا عن الارهاب والتطرف، وسبق للرئيس بن علي التحذير من آفة الارهاب عام 1995 في جريدة فرنسية، وسمى مدنا بعينها حدثت بها عمليات ارهابية في ما بعد. وسبق لتونس أن تعرضت للارهاب فى منتصف الثمانينات، ولذلك كانت هذه الأحداث بمثابة إنذار بالنسبة لنا للعمل على مكافحة الارهاب. * تستضيف تونس بين 15 و17 من الشهر الجاري مؤتمرا دولياً لمكافحة الارهاب. ما هي أجندة هذا المؤتمر؟ هو مؤتمر مهم ويهتم به الرئيس (زين العابدين) بن علي شخصيا، وقد طالب منذ سنوات بمدونة (قانون) لمقاومة الارهاب ومن فوق المنابر الدولية المختلفة، ولذلك نحن نركز على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والحوار بين الاديان وتحسين صورة المسلمين، وكذلك صورة الاديان الاخرى في بلداننا. هذه هي أهم محاور الندوة الدولية التي تستضيفها تونس. * هل سيظل الجدل بشأن تعريف الإرهاب بين العواصمالغربية والعربية، عائقا امام مكافحة هذه الظاهرة؟ الإرهاب هو ما حدث في عدة عواصم عربية وغربية ولن نشغل أنفسنا بالتعريف وإنما نحتاج للعمل وتحمل المسؤولية من الجميع. وبدون أمن لن يكون هناك تقدم أو تنمية. * عقدت تونس ندوة دولية عن التنمية والديمقراطية في الوقت الذي تتهم فيه بالدكتاتورية. بماذا تردون على هذه الاتهامات؟ ادعوهم لزيارة تونس ومعرفة التجربة على أرض الواقع، وقد شارك في الندوة الدولية رؤساء جمهوريات سابقون وشخصيات دولية واقرت (تلك الشخصيات) بتجربة تونس الديمقراطية وحرية الرأي غير الموجودة في بلدانهم. نحن لم نعتمد خطاب «ايها المواطنون» وانما اعتمدنا على سواعدنا وتدرجنا فى التجربة. لكل دولة خصوصيتها وما يناسبها، لكن هناك من لا يسعده أن تظهر تونس أو أي جزء من العالم العربي بشكل متقدم. ومع ذلك فالاحصائيات والتقارير الدولية تشهد بتقدم تونس فى مجالات التنمية والديمقراطية، لأنه بدون الثانية لن تكون الاولى. كل ما في الأمر ان هناك اثنتين او ثلاث (شخصيات تونسية تقيم) في الخارج ولها اجندات مع من تلتقي بهم. كنت وزيرا للداخلية واعرف اسماء المناوئين، وبعد سته أشهر نسيتهم وحاولت فى بعض الايام تذكرهم فتعبت لانهم نكرة ولا يتحدث عنهم احد والمهم بالنسبة لنا ان التاريخ سوف يسجل كلمته. مواقفنا واضحة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، والمعارضة لها حضور قوي في البرلمان، ومعروف ان حزب التجمع هو الذي سطر الاستقلال وكان هو الحزب الوحيد واليوم لدينا تسعة احزاب (ممثلة في البرلمان). * أين الزيارات الخارجية للرئيس بن علي، ألا ترون أنه مقل في زياراته الخارجية؟ تونس ملتقى للتعاون العربي والدولي، والاتصالات مستمرة مع كل الأشقاء، وهناك تنسيق دائم في كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.