وقعت وزارة الثقافة وإحياء التراث التونسية والبنك العالمي، اتفاقية تقضي بتمويل خطة شاملة لتعزيز دور التراث الوطني في تطوير السياحة الثقافية.. وقال رضا قاسم، المدير العام لهذا المشروع في تصريح صحفي، ان هذه الاتفاقية التي تتجاوز قيمتها 26 مليون دولار أمريكي، تهدف إلى تمويل مشروع "إدارة وإحياء التراث الثقافي" بتونس.. وترمي الاتفاقية بالأساس، إلى تهيئة عدد من المواقع الأثرية، لكي تكون نموذجا لمواقع ومتاحف أثرية تتلاءم مع المقاييس العالمية للجودة، وبخاصة تلك التي تهم تأمين سلامة الزوار، وتعبيد المسالك وتجديد اللوحات التعريفية لهذه المواقع. وفي مقدمة هذه المواقع والمتاحف التي سيشملها المشروع الجديد، متحف باردو المحاذي للبرلمان التونسي، والمصنف منذ فترة طويلة، ضمن المتاحف العالمية. وكشف رضا قاسم عن عملية توسعة واسعة لمساحة هذا المتحف، إلى جانب تزويده بمصعد كهربائي لتسهيل زيارة طوابقه العلوية، وتحسين مسالكه، بالإضافة إلى ترجمة معطياتها من اللغة العربية إلى اللغتين الفرنسية والانجليزية. ويعدّ متحف باردوالتونسي، أول متحف في العالم من حيث توفره على آلاف اللوحات الفسيفسائية النادرة والفريدة من نوعها، وهي لوحات تقدم فكرة للزائرين عن الحضارات التي تعاقبت على تونس، وبخاصة منها الحضارات الفينيقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. ونصت الاتفاقية التي تم توقيعها بين الجانب التونسي ومؤسسة البنك العالمي، على أن يشمل المشروع، إدارة وإحياء التراث الثقافي بمدينة القيروان (المصنفة عاصمة دينية لتونس)، والتي ستكون عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2009، إلى جانب تحسين المنتزه الأثري بأوذنة، عبر ترميم معالمه الرئيسية الأربعة، سيما منها "الكابيتول"، الذي يعدّ أكبر معبد روماني بإفريقيا، و"المدرج الدائري" و"الحمامات العمومية الكبرى" و"المنازل ذات الأروقة". وتمثل هذه الاتفاقية، التي تختص في مجال المتاحف والآثار، الأولى من نوعها التي توقعها وزارة الثقافة مع البنك العالمي.