دافعت ليبيا عن سجلها في مجال حقوق الإنسان, في مواجهة انتقادات متزايدة على هامش زيارة الزعيم معمر القذافي فرنسا والتي تعد الأولى منذ 34 عاما. ووصف وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم انتقادات نظيره الفرنسي برنار كوشنر بأنها متصلبة. كما عبر عن شجبه لرفض كوشنر مقابلة القذافي, وقال "لو كان لا يريد رؤيتنا فنحن أيضا لا نريد". وقال شلقم إن قرار كوشنر الابتعاد عن الوفد الليبي الزائر لباريس لم يؤثر على مجرى المحادثات، وإن كوشنر الذي زار ليبيا من قبل غيّر مواقفه لدى العودة إلى باريس. وأضاف "في الصباح نستمع تصريحات لكوشنر, ثم لا يلبث أن يقول بغيرها في المساء". كان الرئيس نيكولا ساركوزي قد تعرض لانتقادات متزايدة من جانب الجمعيات الحقوقية التي اتهمته بتغليب الصفقات التجارية على حساب المبادئ. وقد دافع ساركوزي حديثا عن زيارة القذافي، وقال إنه ناقش معه ملف حقوق الإنسان وحصل منه على ضمانات. في المقابل انتقد القذافي سجل أوروبا في مجال حقوق الإنسان وأشار إلى انتهاكات لحقوق المهاجرين الأفارقة. انتقادات شعبية في هذه الأثناء أظهر استطلاع نشرته صحيفة "لوفيغارو" أن 81% من الفرنسيين يدعمون بقوة موقف وزيرة الدولة لحقوق الإنسان راما ياد في انتقاداتها زيارة الزعيم الليبي فرنسا, في حين اعتبر 17% فقط أنها على خطأ. وبشأن احتمال استقالة ياد إثر تصريحاتها، رأى 87% من الفرنسيين أنه "ليس من المفترض أن يستقيل وزير بسبب التعبير عن رفضه", في حين ذهب 13% إلى عكس ذلك. كانت ياد قد أعربت عن امتعاضها من مصادفة وصول الزعيم الليبي إلى باريس مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان, وقالت "يجب أن يفهم القذافي أن فرنسا ليست ممسحة بإمكان أي زعيم أكان إرهابيا أم لا أن يأتي ويمسح رجليه عليها من دم انتهاكاته". من جهة ثانية أعرب 54% من الذين شملهم الاستطلاع عن رضاهم حيال السياسة الخارجية لساركوزي، في حين عبر 44% عن استيائهم. كما ذهب 51% إلى أن سياسة ساركوزي الخارجية لا تأخذ بالاعتبار حقوق الإنسان.