شارفت التحركات حول التشغيل بمناطق الحوض المنجي بقفصة على دخول أسبوعها الثاني، وسط إصرار أكبر على حل الإشكاليات العالقة وفتح آفاق أكبر للتشغيل في منطقة تعرف أعلى نسب البطالة، وبأم العرائس قامت أرامل لعمال سابقين بالمناجم باعتصام أمام إدارة إقليم الشركة يوم الأربعاء 16 جانفي وقد نصبن خيمة وبتن داخلها دفاعا عن حق أبنائهن في خلافة آبائهم في وظائفهم مثلما هو معمول به في تلك الحالات كما اعتصم عدد من العاطلين بمقر الإتحاد المحلي للشغل طيلة اليوم رغم تهديدات نقابي في المناجم باستدعاء الأمن لطردهم. ويراوح المشهد التفاوضي مكانه في ظل إصرار الأهالي على تمتعهم بمناباتهم كاملة مقابل حفاظ سقف تجاوب السلط الجهوية على دنوّه، ولم تنفع معه لا الجولات المكوكية لرجال أعمال وأعضاء اللجنة المركزية للتجمع وأعضاء في مجلسي النواب والمستشارين، ولا تسريب أخبار صحفية عن إلغاء نتائج المناظرة. وبمعزل عن الحراك الاجتماعي اليومي، فان خلاصات متعددة تدعم ذاكرة التونسيين الجماعية لعل أهمها: 1- في كل التحركات الجماهيرية تخلق أساليب جديدة للاحتجاج وتتدعم أخرى، وفي منطقة أم العرائس وبرج العكارمة بالمظيلة ساد احتجاج الخيم بعسكرة مئات المواطنين داخل قطع قماش متواضعة في المواقع المهمة وعلى الطرقات الرئيسية حيث يستمر منطق عيشهم الاعتيادي وتلبى فيه الحاجيات اليومية مع وضع علامة قف كبيرة أمام الوافدين وعرباتهم فترجع عجلة النشاط الاقتصادي إلى بداوتها ويتغير المشهد المعماري كليا، وتتضح أكثر حقيقة المدن المنجمية: فقر وبؤس وجوع وحرمان وبطالة. 2- اتجهت الشعارات المرفوعة إلى مركزين هامين أولهما السلطة الجهوية حيث تتهم من قبل المحتجين بتسهيل الرشوة والمحسوبية والأكتاف في المناظرات والتمعش منها مع عدم تحمل المسؤولية في الرفع من مستوى العيش وتحسين البنية التحتية، حيث حافظ وضع التنمية بالجهة طيلة عقود على أدنى مستوياته وغرق في الظل. ثانيهما المركزية النقابية الجهوية وتفرعاتها حيث تتهم بالتسلط على موضوع الشغل بالجهة وتشغيل أبناء العناصر النقابية وأقاربهم وأتباعهم دون سواهم وتملصها من مسؤولياتها الاجتماعية. 3- رغم ضعف نواة المجتمع المدني والتفكك النقابي وتدني الوعي السياسي بالمناطق المنجمية مقابل حضور السطوة العروشية، فان الاحتجاجات فاجأت الملاحظين بسلميتها وتمدّنها. إذ لم تحصل تجاوزات ذات قيمة، وهو ما يبرهن على درجة نضج ووعي عالية لدى المحتجّين. @@@@@@@@@ بيان قفصة في 19 جانفي 2008 إلى الإخوة أعضاء المجلس الجهوي وجميع النقابيين، على إثر الإعلان عن نتائج المناظرة الخاصة بانتداب أعوان بشركة فسفاط قفصة والتي انتظرها الرأي العام بالجهة بفارغ الصبر، إندلعت إحتجاجات عارمة في كل من الرديف، أم العرائس والمظيلة بسبب التلاعب في نتائج هذه المناظرة وبكونها لم تكن سوى غطاء لصفقة معقودة سلفا من طرف إدارة الشركة وجهات من السلطة مع نقابات المناجم تم على إثرها انتداب إما أبناء أو أقارب النقابيين أو أفراد من عائلات مسورة. كما تم حجب العديد من المراكز بدعوى عدم كفاءة المترشحين الشيء الذي أثار غضب المشاركين والرأي العام في منطقة الحوض المنجمي وكانت ردود الفعل التي يعلمها الجميع من مظاهرات واعتصامات وإضرابات جوع، الخ. لقد التجأت مجموعة من المحتجين في الرديف إلى دار الإتحاد المحلي للشغل وأعلنت دخولها في إضراب عن الطعام بداية من يوم 05 جانفي 2008 وتكاثر العدد في الأيام اللاحقة من المضربين والمعتصمين لقي تعاطفا واسعا من الشباب العاطل وجميع الفئات الشعبية والحساسيات السياسية. وأمام انسحاب نقابات المناجم قام أعضاء من الإتحاد المحلي مدعومين بمختلف الهياكل النقابية (تعليم ثانوي، متقاعدين، تعليم أساسي، بلدية، صحة، فلاحة، عملة تربية، قيمين، نيابات نقابية...) بحماية المضربين والمعتصمين وتأطير التحركات والإحتجاجات بمعية العديد من المناضلين وبالتنسيق مع فرع رابطة حقوق الإنسان بقفصة الذي حضر عنه عضوان على عين المكان وعبّرا عن مساندة الفرع والهيئة المديرة لهذه الإحتجاجات وتبنّيهم لمطالب المضربين والمعتصمين (وقد تم ذلك بصورة سلمية) وصدر عن إجتماع النقابات بدار الإتحاد المحلي نداء إلى المركزية النقابية لإيفاد عضو من المكتب التنفيذي لفتح تحقيق ومتابعة الملف خاصة وأن ما حدث يمسّ من سمعة المنظمة النقابية التي ننتمي إليها ويضع مصداقيتها في الميزان حاضرا ومستقبلا وبدليل الشعار الذي تردد طويلا في الشوارع وأمام دار الإتحاد: "يا اتحاد... يا اتحاد... يا شريك في الفساد...". إلا أنّ المركزية لم تحرّك ساكنا؟ أيها الأخوة، إن نسبة 20 بالمائة كتعويض عن عدد المتقاعدين التي تمنحها شركة فسفاط قفصة للإنتدابات الجديدة والتي تستأثر نقابات المناجم ومراكز النفوذ في السلطة بالنصيب الأوفر منها لن تحل أزمة البطالة وانسداد اللأفق التي يعاني منها شباب الحوض المنجمي والتي يعتبرها بعض النقابيين مكسبا قد باتت منذ سنوات مدخلا إلى الإنتهازية والمحسوبية والرشوة ومفسدة للنقابيين وتشويها لرسالتهم السامية وجعلت المنظمة النقابية في موضع المتهم لا المدافع عن حقوق المظلومين والمستضعفين. أيها الأخوة، إن حملة التجريد والتجميد الأخيرة وتصريحات المركزية النقابية عبر الصحف (الشروق خاصة) بمنع الإعتصامات بدور الإتحاد والتلويح بإجراءات داخلية زجرية أخرى تهدف إلى تصفية النقابيين المناضلين وكل الأصوات المنحازة داخل المنظمة إلى قضايا العمال والفئات الشعبية الضعيفة وتشرّع التفريط في المكتسبات وجعل المنظمة تلعب دور الكابح للحركة الإجتماعية المتنامية في عديد القطاعات. أيها الأخوة، إن ما قمنا به كنقابيين في الرديف ينبع من إيماننا بالمسؤولية في الدفاع عن قضايا الحق والعدالة ومن كون الشغل حق للجميع وليس حكرا على فئة دون أخرى. ودفاعا عن الإتحاد العام التونسي للشغل ومصداقيته، نناشدكم المطالبة بفتح تحقيق جدي ومحاسبة المنحرفين والفاسدين من النقابيين وأطراف السلطة المتسببين الحقيقيين في الأزمة. عاش الإتحاد مناضلا ومستقلا @@@@@@@@@@@@@ اللجنة المحلية للدفاع عن المعطلين عن العمل بالرديف: بيان الرديف في 19 جانفي 2008 شهدت مدينة الرديف في الآونة الأخيرة حركات احتجاجية متمثلة في إضربات مفتوحة عن الطعام، تظاهرات واعتصامات وذلك على إثر نتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة من 06 إلى 09 جانفي عبر أسلوب حضاري طالب فيه المحتجون بفتح ملف التشغيل ومحاسبة المرتشين وبائعي الضمائر. وقد التجأ المحتجون إلى دار الإتحاد المحلي للشغل بالرديف إيمانا منهم بأنهم سوف يلاقون الدعم والمساندة من قبل النقابين الأحرار، وذلك ما حصل إذ وجد المعتصمون تعاطفا ومساندة لا محدودة من الإتحاد المحلي والهياكل النقابية باستثناء نقابات المناجم الذين اختاروا الإنسحاب والهروب من المسؤولية. وكان النقابيون الشرفاء قد لعبوا دورا هاما في تأطير المحتجين وتبليغ وجهات نظرهم ومطالبهم إلى السلط المعنية محققين بذلك مكاسب كانت كفيلة ببعث الإرتياح في نفوسهم وامتصاص غضبهم وهيجانهم. وهذا يحسب لكل الهياكل النقابية والإتحاد المحلي الذين خصصوا كامل وقتهم وجهدهم لرفع المظالم التي تتعرض لها الجهة. وعليه فإن اللجنة المحلية للدفاع عن المعطلين عن العمل ترفع فائق شكرها إلى الإتحاد المحلي بجميع هياكله وترفض أية إجراءات زجرية من شأنها أن تعطل أو تكبح نضالات النقابين والتي ما فتئت تقف إلى جانب العمال والفئات الشعبية المستضعفة. اللجنة المحلية للدفاع عن المعطلين عن العمل بالرديف بوبكر بن بوبكر @@@@@@@@@@@@@@ بيان إلى الرأي العام النقابي والوطني الرديف في 19 جانفي 2008 نحن المضربون عن الطعام في معتمدية الرديف بتاريخ 05 جانفي 2008 وبناءا على ما رأيناه من تجاوزات في المناظرة الخارجية لشركة فسفاط قفصة بعد الإعلان عن النتائج، وباعتبار ما كانت تمثله لنا من أمل في الحصول على موطن شغل يضمن لنا العيش الكريم، فوجئنا بتجاوزات خطيرة حصرت العشرين بالمائة من الإنتدابات المخصصة للحالات الإجتماعية لأبناء النقابين إذ تجاوزت حصة الفرد فيهم باعتباره عضو نقابي الخمسة أشخاص في حين لم يراع خصوصية المعتمدية التي تفتقر إلى موارد أخرى للشغل باستثناء شركة فسفاط قفصة. وعلى هذا الأساس عبّرنا عن رفضنا لهذه النتائج بدخولنا في إضراب مفتوح عن الطعام بمقر الإتحاد المحلي للشغل، وقد تبنّى المكتب المحلي بالرديف وجميع الشرائح الإجتماعية في المعتمدية لمطالبنا المشروعة في حصولنا على مواطن عمل حسب ما نص عليه الدستور التونسي واحتجاجا على نتائج المناظرة التي خضعت للرشوة والمحسوبية. وإن التجائنا إلى مقر الإتحاد المحلي للشغل بالرديف الذي ساندنا، نعلن إن المقر هو إرث لما بذله آبائنا و أجدادنا من نضالات في سبيل رفعة الإتحاد العام للشغل، فهل يعقل أن نلتجىء إلى غير المنظمة التي من أبرز شعاراتها الدفاع عن حقوق ونضالات العمال والإحاطة بأوضاعهم الإجتماعية والمادية. ختاما نرجو من كافة النقابيين الأحرار مساندتنا والوقوف إلى جانبنا في دعم مطالبنا المشروعة. عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا ومستقلا