بمجرّد تجاوز بوابة القنطرة دخولا إلى جزيرة جربة باتّجاه معتمدية ميدون تعترضك روائح كريهة تصدرها مكعبات النفايات الموجودة بنقطة تجميع ولف النفايات بتلابت. سكان المنطقة يقولون انهم يعانون منذ سنوات من وضع بيئي كارثي فالمكعبات مكدّسة بالآلاف حتى أصبحت مرتعا للكلاب السائبة. نقطة تجميع ولف النفايات اتّخذتها حكومة مهدي جمعة لحل مشكل النفايات بجزيرة جربة، حل يبدو انه عمّق الأزمة البيئية أكثر فالمكعبات اهترأت وتمزّقت إما بفعل العوامل الطبيعية أو بفعل نهشها من طرف الكلاب السائبة وطيور البحر لتخرج روائح كريهة يصل مداها إلى كامل منطقة تلابت وسدويكش حيث بقيت الحكومات المتعاقبة عاجزة عن استغلال تلك المكعبات اقتصاديا كما كان مبرمجا، كما لم تستطع التخلّص منها عن طريق الردم أو الحرق. وقد أكد سكّان تلابت وسدويكش في حديثهم مع مراسلة تونس الرقمية بالجهة انهم وافقوا على إقامة مشروع تجميع ولف النفايات بمنطقتهم لأن المسؤولين آنذاك أقنعوهم بأن شركات تونسية وأجنبية ستتسابق لشراء المكعبات من أجل رسكلتها لكن هذا لم يحدث وكانت النتيجة تراكم أكثر من 50 ألف مكعب نفايات بمنطقة سدويكش يزن الواحد منها نحو 800 كيلوغراما. وأضاف السكّان أنّ صحّتهم أصبحت مهدّدة مؤكدين إصابة عدد منهم بأمراض مختلفة نتيجة التلوث البيئي، كما أنّ الحيوانات وأشجار الزيتون أصيبت بأمراض يقول السكان انهم لم يعرفوها سابقا قبل تكدّس المكعبات بمنطقتهم. وطالب أهالي تلابت وسدويكش وجربة ككل بضرورة إيجاد حل لمشكل التلوث ولوحوا بالعودة إلى التصعيد والاحتجاج من أجل دفع الحكومة إلى الاستجابة الى مطالبهم وهو ما لايترك مجالا للشك في أنّ ملف التلوّث سيكون من أبرز الملفّات الحارقة التي ستواجه المجالس البلدية المنتخبة. تصريح المواطنين المتضررين Votre navigateur ne prend pas en charge l'élément audio.