وأنت تتجول في شوارع مدينة صفاقس، تسترعي انتباهك الفوضى على حافة الطرقات .. وانتصاب فوضوي ومعلقات تغيّر معنى المكان وتلوث المشهد البصري للمدينة لتكتشف غياب الذوق والاعتداء على الجمال وضرب المحيط وفرض الاشهار بفضاعة الالوان الداكنة وكثرة الصور ذات المقاييس الكبيرة التي تحتل المساحات وتحاصر النظر وتضرب عمق البشر ليبقى أسير الاعلان وينتصر المنتوج.. الفوضى تتعدى الانتصاب لتحتل المساحات المعلقة وتضرب في عمق الجمالية لتتعدد المعلقات الاشهارية التي تغيب فيها التوازنات البصرية وتغير الفضاء العام وتخرجه من نسق التواصل الجمالي الى فوضى النظر ورداءة الاتصال والذوق العام .. تستمر حملة إزالة الملصقات الإعلانية غير المصرّح بها وغير الخاضعة للرقابة مع الخدمات الفنية لبلدية صفاقس وخاصة منها التي تلوث المشهد البصري للمدينة او تحتل حيز كبيرا وتقلق المارة.. انطلق قسم الاعلانات ببلدية صفاقس وتحت اشراف لجنة جمالية المدينة بدعم من ادارة المباني والشرطة البيئية بحملة واسعة تمس كل دوائر بلدية صفاقس نحو ازالة اغلب اللوحات الاشهارية التي تسبب الفوضى الجمالية والغير حاصلة على تراخيص قانونية وتتشوّه المشهد الخارجي. الحملة تدخل شهرها الثاني والهدف هو تحسين وتجميل البيئة الحضرية في مدينة صفاقس والانطلاق في فرض كراس شروط تراقب الاعلانات وتحدد مساحاتها وتعطي تراخيص في الغرض بعد التثبت في سلامة ذوقها ومدى تأثيرها وتخضع لمواصفات التأقلم مع محيطها من حيث المحمل والمواد وطرق النصب والتعليق واماكنها وحتى التصاميم تراقب وتخضع للرفض. الخطوة جريئة تتجه نحو تطبيق القانون وفرض علويته واحترام الفضاء العام وهذا يتنزل ضمن مخططات بلدية صفاقس للانطلاق في تطبيق القرارات المؤجلة من قيام الثورة الى الان لتنتظر هذه الاحكام قابعة في ادراج الادارة ولم تدخل بعد في الفعل القانوني وتنفيذه. وما يميّز هذه الحملة استمراريتها وجدية تنفيذ القرارات وهدفها… * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *