تحت عنوان "إصلاح المنظومة التربوية، العنف المدرسي" نظمت جمعية "صوت المواطن"، اليوم الأحد بالمنستير، ندوة حضرها مهتمون بالشأن التربوي من ولايات المنستير وسوسة والمهدية وصفاقس، بينهم إطارات تربوية وناشطون في المجتمع المدني. وتمحورت مقترحات المشاركين في هذه الندوة حول ضرورة مشاركة الجميع في الإصلاح التربوي بما في ذلك التلاميذ، وألا تكون الاستشارة حول الإصلاح التربوي الكترونية حتى يأخذ الإصلاح طريقه الصحيحة، وأن يكون تركيز المجلس الأعلى للتربية وفقا لطرق علمية وأن يكون مؤسسة خبراء ذات صبغة تقريرية. كما اقترح المشاركون تجديد التكوين بمدارس التكوين المهني ومراجعة القوانين لتكون لصالح التلميذ الذي عمره 16 سنة وأقل، وإعادة ترشيح المعلمين، والأعمال اليدوية ونوادي الاختصاص إلى المؤسسات التربوية، وضرورة اهتمام الدولة بالمدارس ذات الأولوية، وإحداث برامج تعليمية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. ودعو إلى خلق الظروف الملائمة للتلميذ للتعلم، إذ أن المدرسة العمومية أصبحت "منفرة"، وأن يكون الإصلاح شاملا وليس قطاعيا، وتكوين المربين والمدرسين في مهارات التواصل وفهم شخصية التلميذ ونفسيته ليمكن تأطيره واكتشاف مواهبه ومساعدته ليصبح تلميذا متوازنا نفسيا ثم مواطنا ناجحا. وكان الوزير الأسبق أحمد فريعة بيّن، خلال الندوة، ضرورة الابتعاد عن المسالك الموحدة التي تجاوزتها الأحداث باعتبار أن دور المدرسة أصبح مغايرا وهو اكتشاف المواهب وتثمينها. وقال إن تقدم تونس يكون بحسن استثمارها لذكاء أبنائها، مقترحا إنجاز تجربة نموذجية لمدرسة رقمية يكون فيها الأستاذ منشطا، وتكوين الأساتذة والجامعيين على هذه التكنولوجيا ليقع تعميمها، إذ أنّ المدرسة المستقبلية رقمية، وفق تعبيره. من جهته، تطرق رئيس جمعية "صوت المواطن" جمال الديماسي إلى أشكال العنف الذي يمارس على التلميذ أو المربي أو المؤسسة التربوية وأسبابه، مبرزا أهمية الإحاطة النفسية والاجتماعية بالتلاميذ في المحيط المدرسي خاصة أن تونس تحتل سنة 2019 المرتبة الثالثة عالميا بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، وفقا للمرصد الوطني للتربية. وأكد على ضرورة إعادة بناء المنظومة التربوية من الابتدائي إلى التعليم العالي على غرار ما هو موجود في الدول المتقدمة، فضلا عن مراجعة المنظومة الزجرية.