إنها واحدة من أغرب عمليات السرقة… النحتيّة. فقد تمكّن مجهولون، صباح يوم الاثنين 2 جوان 2025، من سرقة تمثال الشمع للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من متحف غريفان الشهير في باريس، في عملية دقيقة نفّذها ثلاثة أشخاص قدّموا أنفسهم على أنهم سيّاح، قبل أن يتبيّن، حسب ما أفادت به الشرطة، أنهم نشطاء بيئيون من منظمة غرينبيس تنكروا في هيئة زوّار. وبحسب المعلومات الأولية التي نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) عن مصدر أمني، دخلت امرأتان ورجل إلى المتحف الواقع في الدائرة التاسعة من العاصمة الفرنسية. وبسيناريو يُذكّر بأفلام التجسس الرخيصة، تجوّل الثلاثة بهدوء بين قاعات العرض كأنهم زوّار عاديون، قبل أن يتحولوا فجأة إلى "عمّال صيانة" متنكّرين، مرتدين زيًّا شبيهًا بما يظهر في مسلسلات "نيتفليكس"، وتمكنوا من الاستيلاء على التمثال، الذي تُقدّر قيمته ب40 ألف يورو، دون أن يُثيروا أيّ شكوك. المرحلة التالية من العملية؟ تم لفّ الرئيس الشمعي في بطانية، ثم الفرار عبر مخرج للطوارئ. كلّ ذلك دون كسر أو عنف، ولكن بخطة لوجستية مدروسة تُثير الإعجاب. ويزعم منفذو هذه السرقة "ذات الرسالة البيئية" أنهم ينتمون إلى منظمة غرينبيس، دون أن يتّضح بعد ما إذا كانت هذه المنظمة البيئية العالمية قد تبنّت العملية رسميًا أم وجدت نفسها متورّطة بشكل غير مباشر في هذه العملية الرمزية. وقد فُتحت تحقيقات للكشف عن هوياتهم، ودوافعهم الدقيقة، والأهم: أين اختفى تمثال الرئيس؟ ورغم أن هذا الحادث لا يُتوقع أن يخلّف تداعيات دبلوماسية، فإنه يُعيد إلى الواجهة التساؤلات حول أمن المتاحف الفرنسية، وأساليب نضال الحركات البيئية التي باتت مستعدة للذهاب بعيدًا في احتجاجاتها… حتى إن اقتضى الأمر "اختطاف" الرئيس، ولو نُسخة من الشمع. وفي انتظار معرفة مصير التمثال، تجد إدارة متحف غريفان نفسها أمام تحدٍّ من نوع خاص: هل ستضطر إلى إعادة صنع تمثال جديد لإيمانويل ماكرون؟ أم أن التمثال المسروق سيظهر قريبًا مغطى بالشعارات في مظاهرة بيئية أو فوق شجرة وسط إحدى الغابات؟