خطا القطاع الصحي في تونس خطوة حاسمة في مجال علاج السرطانات المعقدة، حيث نجح فريق الجراحة الهضمية "أ" بمستشفى الرابطة بتونس، بقيادة الدكتور منتصر قاسم، يوم الأربعاء 4 جوان 2025، في إجراء عملية غير مسبوقة باستخدام تقنية CHIP (العلاج الكيميائي الحراري داخل البريتوان)، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى شمال إفريقيا. وتُعدّ هذه التقنية، التي تحظى بتقدير واسع في الأوساط الطبية لنجاعتها، مزيجًا بين تدخل جراحي عالي الدقة وتطبيق مباشر للعلاج الكيميائي داخل تجويف البطن، بعد تسخينه إلى درجة حرارة مرتفعة. و تهدف هذه الطريقة إلى القضاء على الخلايا السرطانية المتبقية بعد استئصال الأورام الظاهرة، مما يرفع بشكل ملحوظ من فرص نجاة المرضى المصابين بسرطانات بطنية متقدمة أو منتشرة. و في بلاغ صادر عن وزارة الصحة، وُصفت هذه العملية بالاختراق الطبي الكبير، الذي يضع تونس في موقع الريادة على المستوى الإقليمي في اعتماد هذه التقنية المتقدمة ضمن جراحة الأورام. و قد أثبتت تقنية CHIP فعاليتها في عدد من المستشفيات الأوروبية والأمريكية، وهي تُعتبر اليوم من بين أكثر العلاجات الواعدة في الحالات التي لم تعد تستجيب فيها سرطانات البريتوان أو المبيض أو القولون أو المعدة للبروتوكولات التقليدية. و علاوة على نجاعتها من الناحية العلاجية، تساهم هذه المقاربة في تحسين جودة الحياة بعد العملية، إذ تقلل من خطر الانتكاس وتتيح تعافيًا موجّهًا، بفضل تأثير العلاج الكيميائي الموضعي وفعاليته المعززة بفعل الحرارة المرتفعة. و بهذا الإنجاز المحقق بمستشفى الرابطة، تؤكد تونس طموحها في التموقع كمركز إقليمي للتميّز في مجال الرعاية الصحية المتخصصة والابتكار الطبي. إنه مؤشر قوي موجّه للمرضى التونسيين والمغاربيين، ومحطة مفصلية في مسار تطور جراحة الأورام المتقدمة في البلاد.