في تصعيد جديد يهدد بمزيد من الانفجار في الشرق الأوسط، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني رفيع المستوى قوله إنّ "أي تحرّك لاستهداف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، سيُغلق الباب نهائيًا أمام أي اتفاق أو مفاوضات، وسيدفع إيران إلى ردّ غير محدود". هجوم أميركي وردّ إيراني بالصواريخ يأتي هذا التحذير في أعقاب الهجوم الجوي الذي شنّته الولاياتالمتحدة فجر الأحد، واستهدف ثلاثة مواقع نووية إيرانية من بينها منشأة "فوردو" المحصّنة تحت الأرض. وقد وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه العملية ب"الناجحة للغاية". وردّت إيران بعد ساعات بهجوم صاروخي واسع على إسرائيل، أطلقت خلاله حوالي 30 صاروخًا، من بينها للمرة الأولى صاروخ "خيبر" الباليستي متوسط المدى، بحسب ما أكّده الحرس الثوري الإيراني. ترامب: "نعرف أين يختبئ خامنئي" وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "نحن نعرف تمامًا أين يختبئ ما يسمى بالزعيم الأعلى. إنه هدف سهل، لكنه آمن هناك، لن نقتله... على الأقل ليس في الوقت الراهن". هذا التصريح أثار موجة غضب داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية، واعتُبر تهديدًا مباشراً يمس سيادة الدولة ورمزها الأعلى. نتنياهو لا يستبعد الاغتيال من جانبه، لم يستبعد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة مع شبكة "ABC" الأميركية الأسبوع الماضي، إمكانية اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي. ورأى نتنياهو أن "القضاء على خامنئي يمكن أن يُنهي الحرب بسرعة ويُغيّر مستقبل الشرق الأوسط"، ملمّحًا إلى أن تنفيذ عملية من هذا النوع كان مطروحًا مع بداية الهجوم الإسرائيلي على إيران. وأكدت تقارير إعلامية إسرائيلية أن خامنئي يُعد من بين الأهداف المصنفة لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية كأولوية قصوى في حال اندلاع حرب مفتوحة. المواجهة تقترب من نقطة اللاعودة تشير هذه التصريحات والتطورات الميدانية إلى أن الصراع بين إيران من جهة، والولاياتالمتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، قد بلغ مستوى غير مسبوق من التوتر، يهدّد بالتحوّل إلى حرب إقليمية شاملة. ويرى مراقبون أن مجرد التلويح باغتيال خامنئي — سواء من ترامب أو نتنياهو — يفتح الباب أمام سيناريوهات كارثية، خاصة في ظل تعهّد طهران بالرد بقوة لا حدود لها في حال المساس بقيادتها العليا. في هذه الأثناء، تبدو الجهود الدبلوماسية الدولية عاجزة عن احتواء التصعيد، بينما تستعد الشعوب في المنطقة لاحتمال اتساع رقعة المواجهة إلى ساحات أخرى مثل لبنان، سوريا، العراق، وربما الخليج العربي.