تكبّد سهم شركة تيسلا خسائر فادحة في تعاملات اليوم الإثنين، إثر إعلان مديرها التنفيذي إيلون ماسك عن نيّته تأسيس حزب سياسي جديد في الولاياتالمتحدة تحت اسم "حزب أمريكا"، ما أثار صدمة في الأوساط المالية. ويأتي هذا التراجع في وقت تعاني فيه الشركة أصلاً من ضغوط نتيجة انخفاض حاد في مبيعاتها، مسجّلة بذلك واحدة من أسوأ أدائها البورصي منذ بداية العام. فمع افتتاح الأسواق الأمريكية، هبط سهم تيسلا المدرج في بورصة ناسداك بنسبة 6.86% ليصل إلى 293.76 دولاراً خلال التداولات السابقة للافتتاح الرسمي. أما في بورصة فرانكفورت، فقد تراجع السهم بنسبة 4.39% ليستقر عند 250.5 يورو، أي ما يعادل 293.14 دولاراً تقريباً. وتأتي هذه الخسائر بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة بسبب إغلاق الأسواق احتفالاً بعيد الاستقلال الأمريكي. مبادرة سياسية تثير الانقسام إعلان إيلون ماسك عن رغبته في تأسيس حزب سياسي يأتي في سياق سياسي مشحون داخل الولاياتالمتحدة، ويُعد حلقة جديدة في خلافه المتصاعد مع الرئيس السابق دونالد ترامب. ولم يتأخر ترامب في الرد، واصفاً مشروع ماسك ب"السخيف"، ومجدداً انتقاداته لعلاقته الوثيقة بقطاع الفضاء، خاصة من خلال شركته "سبيس إكس". كما أثار ترامب شبهة تضارب مصالح على خلفية دعم ماسك سابقاً لأحد المرشحين لرئاسة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". وفي مذكرة تحليلية نُشرت الأحد، حذّر الخبير المالي دان آيفز من تداعيات هذه الخطوة السياسية، قائلاً: "تيسلا بحاجة إلى ماسك كمدير تنفيذي متفرغ. فهو يمثل أعظم أصول الشركة، وليس ناشطاً سياسياً". ودعا في هذا السياق إلى تدخل مجلس الإدارة إذا واصل ماسك هذا التوجه. أداء تجاري متدهور وعلاوة على الاضطراب السياسي، تمرّ تيسلا بمرحلة حرجة تجارياً. فقد أعلنت الشركة، الأربعاء الماضي، عن انخفاض مبيعاتها العالمية بنسبة 13.5% خلال الربع الثاني من سنة 2025 مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي. وكانت قد سجلت خلال الربع الأول تراجعاً بنسبة 13% أيضاً في عدد السيارات المسلّمة. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مناخاً من "الفوضى" يسود داخل الشركة، مشيرة إلى أن ماسك يبدو منشغلاً بمشاريع سياسية وتقنية شخصية أكثر من تركيزه على تسيير شؤون تيسلا التشغيلية. حوكمة تحت المجهر ويطرح الجمع بين النتائج الاقتصادية السلبية والانشغالات السياسية لماسك تساؤلات بشأن حوكمة الشركة. فرغم أن ماسك يُعد مهندس نجاح تيسلا عالمياً، إلا أن تشتّته المتزايد يثير القلق لدى المستثمرين والمحللين. وقد لا يُستبعد، في حال استمرار التدهور، أن يتدخل مجلس الإدارة للحفاظ على استقرار الشركة. وفي وقت يعرف فيه قطاع السيارات الكهربائية تحوّلات سريعة، تُضيف الانزلاقات السياسية لإيلون ماسك عنصراً جديداً من اللايقين في معادلة تيسلا. وبين صدامه المفتوح مع ترامب، وتراجع المبيعات، واهتزاز الثقة في البورصة، تدخل تيسلا منطقة اضطرابات قد يصعب الخروج منها دون إعادة تموقع استراتيجي واضح لقيادتها. وتُعدّ الفصول المقبلة حاسمة لمستقبل العملاق الصناعي والمالي القادم من كاليفورنيا. تعليقات