أدّى وزير البيئة، حبيب عبيد، يوم الأحد زيارة فجئية إلى مركز النفايات المُراقب برحمة، الواقع بمعتمدية منزل بوزلفة من ولاية نابل، وذلك لمعاينة الإخلالات البيئية الجسيمة التي يشهدها الموقع. وقد رافق الوزير في هذه الزيارة كلّ من والية نابل، هنا الشوشاني، والمديرة الجهوية لتصرف النفايات، والنائبة ريم الصغير، المنتخبة عن منزل بوزلفة والميدة، حيث وقفوا على مؤشرات أزمة بيئية مقلقة للغاية. تسرّب لعصارة النفايات يهدّد التربة والمائدة الجوفية وفق ما صرّحت به النائبة ريم الصغير، فإنّ الموقع يعاني من تسرّب لعصارة النفايات، وهي مادة سائلة شديدة السمية تنتج عن تحلّل المواد العضوية، وقد تسربت على ما يبدو إلى الأراضي الزراعية المجاورة والمائدة الجوفية. كما ندّدت النائبة بتوقّف محطة معالجة المياه المستعملة بشكل كامل، وهو ما يُضاعف من احتمالات التلوث البيئي والصحي. وقد عبّرت عن مخاوفها من التداعيات المحتملة على المحاصيل الفلاحية وصحة السكان، خاصة وأن المنطقة المحيطة يغلب عليها الطابع الفلاحي. عمال دون حماية اجتماعية أو وقائية إلى جانب التلوث، لفتت النائبة إلى الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشها عمّال الموقع، مؤكدة أنهم محرومون من التغطية الاجتماعية ويُجبرون على العمل دون وسائل الحماية والسلامة اللازمة. واعتبرت ريم الصغير هذا الوضع غير مقبول، داعية الدولة إلى التدخل العاجل لضمان كرامة العمّال وتفادي كارثة بيئية محدقة بالجهة. وفي ظل خطورة الوضع البيئي بمركز رحمة، يبدو أن تعبئة السلطات والممثلين المحليين باتت ضرورة ملحّة. وإذا كانت زيارة وزير البيئة قد شكّلت مؤشّرا على بداية الوعي بالأزمة، فإن المطلوب اليوم هو اتخاذ إجراءات عملية وسريعة لتأمين الموقع، ومعالجة المياه السامة، وتحسين ظروف العمل داخل المركز. تعليقات