شهدت الرياضة الفروسية التونسية تألقاً جديداً عبر المحيط الأطلسي. فقد تمكن الشاب التونسي، المالك والمدرب وجدي بوعلي، المقيم في ولاية بنسلفانيا (الولاياتالمتحدة)، من إحراز فوز مرموق أواخر شهر جويلية، وذلك خلال السباق الثالث على مضمار ماونتينير بارك. وقد فرضت الفرس بريانكا نفسها بقوة في المنافسة، مانحةً إسطبلها أول انتصار، قد يكون مقدمةً لسلسلة من النجاحات المقبلة. إرث عائلي في سباقات الخيل وجدي بوعلي هو نجل لَزهر بن مسعود، الفارس التونسي الشهير الذي لمع نجمه بين سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي. وقد ترك بصمة بارزة في تاريخ السباقات على مضمار قصر السعيد، محققاً العديد من الألقاب الكبرى. وخلال زيارته الحالية إلى الولاياتالمتحدة، وضع لزهر بن مسعود خبرته الطويلة في خدمة ابنه، وشاركه في تدريب الخيول. هذه الشراكة بين جيلين أثمرت سريعاً، وكانت نتيجتها هذا الفوز الأول على الأراضي الأميركية. ولا يمثل هذا النجاح مجرد إنجاز رياضي، بل يعكس قدرة الكفاءات التونسية على البروز والتألق في مجالات شديدة التنافسية على المستوى الدولي. ففي بيئة احترافية صعبة مثل سباقات الخيل الأميركية، جاء فوز بريانكا تحت إشراف وجدي بوعلي ليؤكد مزيجاً متقناً من الشغف والانضباط والحنكة. تونس تنتصر على الساحة الدولية إن مثال وجدي بوعلي يبرهن أن التميز الرياضي التونسي قادر على إيجاد موطئ قدم له في الساحة العالمية، حتى في رياضات متخصصة مثل الفروسية. فهو يجسد جيلاً من الشغوفين الذين يتمسكون بجذورهم، وفي الوقت نفسه يتأقلمون مع المعايير الدولية ويحققون فيها النجاح. وعليه، فإن فوز وجدي بوعلي وفرسه بريانكا في ماونتينير بارك ليس مجرد لقب، بل رسالة أمل للرياضة التونسية، وتحية لروح نقل الخبرات من جيل إلى جيل. إنها قصة نجاح تثبت أنه بالعمل الجاد والمثابرة وإرث راسخ، يمكن للأحلام أن تتحقق حتى على بعد آلاف الكيلومترات من أرض الوطن. تعليقات