نشرت السفارة الأمريكية في تونس مؤخرًا رسالة باللغتين العربية والإنجليزية، ذكّرت فيها المسافرين بأهمية الالتزام بالمدة القانونية لتأشيراتهم. وفي هذا المنشور الذي جرى تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، أكدت السفارة أن تجاوز مدة الإقامة قد يترتب عنه عواقب قانونية خطيرة تصل إلى حدّ المنع من العودة إلى الولاياتالمتحدة. https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1407024734785282&set=a.256456913175409&type=3&ref=embed_post خطوة منسجمة مع السياسة الأمريكية تعتبر مكافحة ما يُعرف ب"تجاوزات التأشيرة" (overstays) أولوية راهنة لدى السلطات الأمريكية. إذ يراقب "وزارة الأمن الداخلي" (DHS) بدقة إحصائيات التجاوزات حسب كل بلد. حتى تجاوز قصير قد يؤدي إلى منع من العودة يتراوح بين 3 و10 سنوات. و غالبًا ما تقوم السفارات الأمريكية بتذكير بهذه القواعد، خصوصًا في البلدان التي تشهد كثافة في عدد أفراد الجالية أو طالبي التأشيرات. وفي هذا السياق، يندرج منشور السفارة في تونس ضمن إطار تواصل وقائي كلاسيكي: الهدف هو إعلام المسافرين التونسيين بالمخاطر الحقيقية المحتملة، والحدّ من حالات التجاوز التي تعقّد مستقبلاً طلبات الحصول على تأشيرات. نبرة اعتُبرت شديدة القسوة رغم انسجام الرسالة مع السياسة الأمريكية، فقد طُرحت عدة انتقادات بشأنها : * نبرة وُصفت بالمهدِّدة : فالتعابير مثل «عواقب قانونية خطيرة» أو «قيود على العودة» ركزت بشدة على العقوبة دون أي تدرّج. * غياب التوضيح العملي : إذ لم يشرح المنشور ما الذي يجب فعله في حالات التجاوز غير المقصود (كإلغاء رحلة طيران أو حالة استشفاء)، ولا كيفية تسوية الوضعية. * عدم التمييز بين الحالات البسيطة و الجسيمة : حيث تم التعامل مع تجاوز يومين بالحدة نفسها كتجاوز عدة أشهر. * استهداف ضمني : اختيار نشر الرسالة بالعربية والإنجليزية يمكن أن يُفهم كونه موجها أساسًا للتونسيين، ما قد يثير شعورًا بالوصم. * أسلوب مؤسسي يفتقر للتعاطف: إذ كان بالإمكان إبراز أهمية التبادلات التعليمية والثقافية بشكل أكبر، وتقديم احترام التأشيرة كفرصة للحفاظ عليها بدلًا من مجرد تحذير. توازن دقيق بين الحزم و الدبلوماسية في المحصلة، تبدو رسالة السفارة منطقية ومنسجمة مع الخط المتشدد للولايات المتحدة في ملف الهجرة. غير أن حدّة نبرتها تطرح تساؤلات حول كيفية التواصل مع جمهور واسع يضم سياحًا وطلبةً ومهنيين، لا يدركون دائمًا الفارق بين تذكير بالقواعد وتهديد مباشر. و يكشف هذا الجدل عن إشكال أعمق: كيف يمكن للسفارات أن توصل رسائلها بفعالية دون إثارة حساسية، خاصة عندما يتعلق الأمر بملفات دقيقة مثل الهجرة والتأشيرات. تعليقات