ذكر صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عبر محللها العسكري عاموس هارئيل، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد لتوسيع العملية العسكرية الجارية في مدينة غزة، التي تحمل اسم "مركبات جدعون 2". غير أن المؤشرات السياسية والعسكرية تتجه نحو سيناريو فشل مرجّح، ما يدفع نتنياهو إلى تهيئة الرأي العام مسبقًا لتحميل الجيش ورئيس أركانه إيال زمير المسؤولية في حال وصلت العملية إلى طريق مسدود. تعبئة واسعة للجيش و بحسب الصحيفة، فقد حشد الجيش الإسرائيلي تقريبًا كامل قواته النظامية في قطاع غزة، ويعتزم استدعاء 60 ألف جندي احتياط إضافي خلال الأيام المقبلة. نصف هؤلاء سيُكلف بمهام ثانوية، فيما سيحلّ النصف الآخر مكان القوات المنتشرة في الضفة الغربية وعلى الحدود. و يعكس هذا الخيار حذر هيئة الأركان التي تخشى التورط في معركة ميدانية مكلفة، في وقت تتصاعد فيه الأصوات المنتقدة للعملية داخل المجتمع الإسرائيلي. مواجهات عنيفة في غزة في غزة، يشهد حي الزيتون منذ أيام معارك ضارية. ويؤكد هارئيل أن حركة حماس تسعى إلى بناء مقاومة مشابهة لتجربة حي الشجاعية عام 2024، محولة المنطقة إلى معقل للقتال داخل المدن. و رغم حجم الدمار، لا يزال التنظيم يحتفظ بشبكة أنفاق وبنية قيادية ميدانية تمكنه من إطالة أمد استنزاف القوات الإسرائيلية، حتى وإن تقلصت قدراته على ضرب العمق الإسرائيلي. و قد وجّه رئيس الأركان أوامره للقوات بالتقدم ببطء وحذر، مع الاعتماد على قصف كثيف لتقليص الخسائر البشرية في صفوف الجنود. بين واشنطن وتل أبيب: معادلة معقدة يشير هارئيل إلى أن نتنياهو أقنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن العملية ستفضي إلى "حسم نهائي" ضد حماس، غير أن التقديرات الميدانية تبدو أكثر حذرًا بكثير. و في حال تأخر النتائج، قد تنشأ احتكاكات دبلوماسية مع واشنطن. وفي هذا السياق، سيكون من مصلحة نتنياهو إلقاء اللوم على القيادة العسكرية بدلاً من تحمّل المسؤولية السياسية. و تفيد تسريبات من مقربين من رئيس الوزراء بأنهم بدأوا بالفعل في توجيه اتهامات لزمير، معتبرين أنه يماطل في تنفيذ الأوامر. وهو ما يصفه هارئيل بأنه مناورة سياسية استباقية لتهيئة الرأي العام لاحتمال الفشل. وضع إنساني متأزم على الصعيد الإنساني، تبقى الأوضاع في غاية الصعوبة. إذ لم يغادر غزة سوى بضعة آلاف من المدنيين، فيما فضّل أغلب السكان البقاء رغم القصف و نقص الموارد. هذه الكثافة المدنية في مناطق القتال تزيد من تعقيد مهمة الجيش وتضاعف الضغوط الدبلوماسية الدولية على إسرائيل. مأزق متوقع بالنسبة لحماس، تكمن المعضلة في الحفاظ على قدراتها العملياتية؛ أما نتنياهو، فالتحدي يتمثل في التوفيق بين وعوده السياسية و الواقع العسكري. و يرى هارئيل أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن العملية البرية ستغرق في مستنقع الاستنزاف دون أن تحقق "الحسم النهائي"، وهو ما يتيح لنتنياهو فرصة توجيه أصابع الاتهام بالفشل نحو الجيش ورئيس أركانه. تعليقات