لا يخفى على أحد أن القضية الفلسطينية دخلت منعطفًا حاسمًا وفترة انتقالية مفصلية، بعد أن اقتنع جل سكان دول العالم، من شعوب وحكومات، بضرورة الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة معترف بها دوليًا. فالتحدي المستمر والكفاح الدائم من أجل مقاومة الاحتلال الذي تمثله عصابات صهيونية ارتكبت جرائم فضيعة على مدى ثلاثة أرباع القرن، وواصلت تنفيذ جرائم حرب خلال السنتين الماضيين ببساطة، مع تصفية جسدية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وفي لبنان وسوريا واليمن، وخاصة في غزة الأبية التي سجلت أكثر من 60 ألف شهيد، جلهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى والمشردين تحت ركام المنازل التي دُمرت بالكامل. مما جعل أحرار العالم ينتفضون ويطالبون بمحاكمة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ومساعديه، وكل من دعمهم بالمال والسلاح الفتاك. وقد شاهدنا انتفاضة عارمة في العديد من دول العالم تأكيدًا على ضرورة تنفيذ حل الدولتين، الذي اقترحه وروّج له المهندس الشاب البطل، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان آل سعود. ويبقى أمام العرب والمسلمين فرصة ذهبية نادرة لاغتنام هذه اللحظة والتشبث بها، لضمان تأسيس دولة فلسطين الحرة المعترف بها دوليًا، بحماية دولية واعتراف أممي لا رجعة فيه. نقول مرة أخرى إن الأجيال القادمة ملّت من الحروب ومن نشر الجرائم العنصرية ضد إخواننا الفلسطينيين. والنصر قادم لا محالة بإذن الله. وتبقى تونس قلعة النضال الحقيقي وصوت الحق والتحدي، ومنارة تضيء العالم بحكمة وشجاعة، بقيادة رئيسنا الأستاذ قيس سعيد، الذي ما زال يطالب بحق الفلسطينيين في تأسيس دولتهم المستقلة على كامل أراضيها المحتلة، وعاصمتها القدس الشريف. وقد أكد هذا الموقف في آخر خطاب له، وزير الدفاع التونسي، في بيت سفير المملكة العربية السعودية بتونس، مساء يوم 23 سبتمبر 2025، بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال95 للعيد الوطني السعودي. والله أكبر، ولا ضاع حق وراءه مطالب، وكما قال شاعرنا الكبير في قيمته أبو القاسم الشابي: "إذا الشعب يومًا أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر، ولابد لليل أن ينجلي، ولابد للقيد أن ينكسر." وللحديث بقية. تعليقات