رجل الأعمال النيجيري أليكو دانغوتي، أغنى رجل في إفريقيا، شيّد أكبر مصفاة في القارة، بتمويل يناهز 20 مليار دولار. لكنه لا يعتزم التوقف عند هذا الحد؛ فمنذ البداية أعلن صراحة عن هدفه : مضاعفة القدرة الإنتاجية لمنشآته و الانتقال من 650 ألف برميل إلى 1,4 مليون برميل يوميًا. طموح ضخم في خدمة تحقيق الاكتفاء الذاتي لبلاده، و أيضًا لتصدير المشتقات النفطية إلى إفريقيا و العالم... دانغوتي وجّه أمس الاثنين 24 نوفمبر ضربة قوية في هذا الاتجاه، حين أعلن رسميًا اختياره للعملاق الأمريكي "هانيويل". فهذه الأخيرة ستكون الجهة التي ستوفّر خبرتها للمصفاة العملاقة التي يملكها الملياردير النيجيري، من أجل معالجة حجم أكبر بكثير من النفط الخام. و رغم أن دانغوتي وصف هذا التعاون بتواضع بأنه «مرحلة مهمة»، فإن الأمر يتجاوز ذلك بكثير. الشركة الأمريكية ستضع في متناول المشروع حزمة من التقنيات و الخدمات و التجهيزات المخصّصة لتحقيق الأهداف التي حدّدها دانغوتي. و يتركّز التعاون أساسًا على حلول المعالجة التي طوّرتها "Honeywell UOP"، الفرع المتخصص في تقنيات التكرير... الحديث هنا يدور عن زيادة قدرات الإنتاج في هذا الموقع، مع تحسين مردودية البُنى التحتية القائمة. و يُذكر أن "هانيويل" تتعاون مع دانغوتي منذ ما يقرب من عشر سنوات. و قد علّقت مجموعة دانغوتي بالقول: «إن تعاوننا المتواصل مع هانيويل يمثّل مرحلة مهمة ليس فقط لمصفاة دانغوتي، بل لعموم قطاع الطاقة النيجيري». الاتفاق المبرم يشمل كذلك دفع قطاع البتروكيماويات إلى الأمام ؛ إذ يخطّط رجل الأعمال لإنتاج 750 ألف طن إضافية من مادة البروبلين سنويًا، بالاعتماد على تكنولوجيا "Oleflex" المرخَّصة من "هانيويل". و على المدى البعيد، يُفترض أن يرتفع الحجم الإجمالي لإنتاج مادة البوليبروبيلين، المستخدمة في التغليف و صناعة مكوّنات السيارات، إلى 2,4 مليون طن سنويًا. لم تُكشف تفاصيل الجوانب المالية للعقد، غير أن مصدرًا نقلت عنه وسائل الإعلام أوضح أن صفقة من هذا النوع تُقدَّر بأكثر من 250 مليون دولار. باختياره "هانيويل"، تراهن مصفاة دانغوتي على نمو سريع للغاية ومتوافق مع المعايير الدولية، بالاستناد إلى تقنيات تُستخدم أصلًا في هذا الموقع الصناعي. و ينص المخطط، الذي كُشف عنه الشهر الماضي، على إنشاء وحدة إنتاج جديدة ذات خط واحد. و الهدف هو تلبية الطلب الداخلي وفي الوقت نفسه توفير كميات موجّهة للتصدير، في رافد يُنتظر أن يكون عالي الربحية... دانغوتي أعدّ خطة متماسكة لتحقيق هذا الهدف، تقوم على مزيج من التمويلات الداخلية، وطرح ما بين 5 و10% من رأس المال في البورصة، إلى جانب شراكات خارجية، خصوصًا مع المستثمرين القادمين من منطقة الشرق الأوسط الذين ينشطون بقوة في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة. تجدر الإشارة إلى أن مصفاة دانغوتي تمدّ أذرعها حتى السوق الأمريكية؛ فهي التي وقع عليها الاختيار لتزويد شركات الطيران بالكيروسين عندما كانت مصفاة "بايوا" في فترة صيانة. و إذا كان هناك من يراقب هذه التطورات عن كثب، فهو الرئيس دونالد ترامب، الذي لا يغفل أي حديث عن المال. وهذه المرة، سيصل إلى مسامع الرئيس الجمهوري شيء آخر من نيجيريا غير الضجة المعتادة حول المصير المأساوي للمسيحيين هناك. اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح. يرجى ترك هذا الحقل فارغا تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك. تعليقات