نزل مستوى الخلاف التاريخي بين الجزائروفرنسا إلى أدنى مستويات الخطاب، وتحول التنابز بالألفاظ إلى تنابز بالأيدي والأذرع، ووصل إلى استعمال ما يمكن وصفه ب”دبلوماسية الذراع”، التي برزت بشكل جلي في حركة غير أخلاقية قام بها وزير الدفاع الفرنسي السابق جيرار لونغي، رداً على طلب الجزائر الاعتراف بجرائم الاستعمار. ولم يمر وقت طويل حتى ردّ رئيس حزب جزائري، وهو ابن شهيد في ثورة الجزائر، بحركة غير أخلاقية أيضاً، متوجهاً بها إلى وزير الدفاع الفرنسي السابق لونغي. وفي هذا الإطار، أجرت صحيفة “الجزائر نيوز” حواراً مع خالد بونجمة، رئيس حزب جبهة العدالة الاجتماعية، وخلال الحوار عبّر بونجمة عن انزعاجه الشديد من حالة الصمت حيال ما فعله وزير الدفاع الفرنسي الجنرال جيرار لونغي، وفاجأ الصحيفة بأن “رفع يده أيضاً في حركة غير أخلاقية رداً على فعلة الوزير الفرنسي”. وقال بونجمة “لقد حز ذلك في نفسي كثيراً وأصبت بإحباط شديد في المعنويات، كون هذا الرد جاء مباشرة بعد تجديد مطلب ضرورة الاعتراف بجرائم فرنسا الاستعمارية بالجزائر. ليس هذا فحسب، لقد آلمني ما صدر عن هذا الوزير السابق والشعب الجزائري يحتفل بأقدس ذكرى في تاريخه. إنه استفزاز كبير أن يكون ذلك عشية هذا الاحتفال. إنه استفزاز للشعب برمته وللثورة الجزائرية”.