حذرت نوال السعداوي الناقدة المصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل خاص من تدخل دولة قطر في الشؤون الداخلية لدول الربيع العربي وخاصة تونس ومصر مشيرة إلى أن كل من أمريكا واسرائيل صُدمتا بالثورة الشعبية في كلا البلدين ويسعيان اليوم إلى إجهاضها. وقالت نوال السعداوي يوم أمس الخميس لموزاييك أف أم إن نتائج الثورات العربية بعد صعود التيارات الدينية للحكم هي تواصل اضطهاد المرأة واضطهاد الشعب التونسي والمصري وتخلفهما محذرة من أجندات تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية واسرائيل عبر البوابة القطرية التي اتهمتها بتمويل التيارات السلفية لأضعاف تونس ومصر من خلال اختلاق الفتن الطائفية وادخال هذه الشعوب في دوامة من العنف حسب تعبيرها. واتهمت الناقدة والكاتبة المصرية الإخوان في مصر بتلقي الأوامر اليوم من الأمريكيين مثلما كان يفعل أنور السادات وحسني مبارك ونفس الشأن لتونس. ووصفت نوال السعداوي دولة قطر بالقبيلة التي تعيش على أنقاض الإستعمار الأمريكي مشيرة الى أن قناة الجزيرة هي بدورها قناة استعمارية بعثت لتنفيذ أجندات خطيرة في المنطقة العربية و مؤكدة أن أغلب دول الخليج هي في الأصل مستعمرات أمريكية على حد قولها. ولم تنف نوال السعداوي أن تكون مشكلة التيارات الإسلامية هي الإنفلات الجنسي الذي تعيشه على خلاف تخلفها عقليا على حد قولها مؤكدة الى أن مشكلتهم الأساسية هي المرأة التي يسعون إلى تطويعها مثلما يريدون والحط من شأنها أمام الرجل . وطالبت الناقدة بضرورة فصل الدين عن التعليم وخصوصا لدى الأطفال في بداية تعليمهم مشيرة الى ان تدريس الدين لدى الناشئة هو المعضلة الأساسية في الدول العربية، داعية الى تدريب الطفل منذ الصغر على الإبداع . وحول بعث قناة تعنى بالمرأة تحت إسم نساء تي في، قالت السعداوي إن هذه القناة التي سترى النور في بروكسال يوم 8 مارس 2013 ،كانت فكرتها منذ سنوات إلا أنّها تتحفظ على طريقة تمويلها من قبل الإتحاد الأوروبي الذي تتهمه هو الآخر بالتدخل في شؤون الدول العربية من خلال الضغط عليها اقتصاديا لتنفيذ أجندتها على حد تعبيرها. وأشارت في نهاية حديثها أن الإعلام اليوم في العصر الرقمي لا يتطلب تمويلات كبيرة للتخلص من بطش رجال الأعمال وتدخلهم في التوجهات العامة لوسائل الإعلام وفق أجندتهم ومصالحهم داعية إلى ضرورة تدخل الشعب في تمويل المشاريع الإعلامية الجادة والراقية.
