أصدرت جماعة أنصار الشريعة بتونس منذ قليل على صفحتها بالفايسبوك بيانا حول الملتقى السنوي الثالث الذي عقدته سرا في حي التضامن بدلا من القيروان. البيان كاملا: "من باب إظهار الدين و إعلان التوحيد و البراءة من أهل الشرك والتنديد أردنا في جماعة "أنصار الشريعة بتونس" أن يقام ملتقانا السنوي الثالث يوم الأحد 9 رجب 1434 الذي كان من المقرر أن ينعقد في القيروان أمام جامع عقبة بن نافع مثل الملتقى السنوي الثاني في السنة الماضية . هذا وقد أشرف الشيخ أبو عياض -حفظه الله تعالى – شخصيا على جميع مراحل الإعداد للملتقى, كما وُضعت خطط بديلة لانعقاد الملتقى في صورة منعه في القيروان . و لكوننا في "أنصار الشريعة" على علم مسبق باستهداف دعوتنا الصافية و حرص كثير من الأطراف داخل البلاد و خارجها لتشويهها و ضربها، حرصنا على تأخير إعلان موعد الملتقى فكان الأمر كذلك حيث أعلن عن الموعد قبل أسبوعين من وقته المرتقب فقط . و ما إن أعلنا عن الموعد حتى ابتدأت الإرهاصات و المقدمات المؤذنة بسعي الدولة إلى منعه حيث ابتدأ تضييق الخناق على الخيام الدعوية و كان ذلك بكل شدة فقد استعملت أسلحة قذف الرش ومسيلات الدموع في بعض الخيام الدعوية , و مع قرب الموعد المرتقب حصلت في البلاد حركة غير عادية حيث توجه عدد كبير من جنود الطاغوت من مختلف الأصناف إلى القيروان كأنهم في أهبة و استعداد لحرب ضروس , و تم غلق كل المداخل المؤدية إلى مدينة القيروان , كما تم تأجيل كل مباريات كرة القدم المزمع عقدها في تلك الفترة حتى تتفرغ كل الوحدات المسماة بالأمنية للصد عن سبيل الله و منع الملتقى . وقبل الموعد بيومين ، صباحَ يوم الجمعة ، صدر عن موقع السفارة الأمريكية بتونس تحذير لرعاياها من التوجه لمدينة القيروان و أنها تتوقع حصول مواجهات خطيرة و في مساء ذلك اليوم أعلنت وزارة الداخلية رسميا منع الملتقى في بيان صادر عنها في تناسق تام مع توقعات السفارة الأمريكية !؟ كما حصلت في مدينة القيروان مفاوضات مع الوالي و مستشار من الرئاسة بإشراف الشيخ محمد بن عبد الرحمان خليف وكل الأطراف أكدت على تشنج الوضع و توتره و عدم ضمانه بل صرحوا أن الأمر خرج عن أيديهم و أن القرار بيد من سموهم بالأمنيين بل صرح رئيس منطقة القيروان أن الوضع خرج عن سيطرته و أن الوضع بيد فرق يجهل برامجها. كما نما الى علمنا في "أنصار الشريعة" أن وزارة الصحة أرسلت إلى مستشفيات القيروان عددا كبيرا من معدات الإسعافات الأولية و من الأدوية المعدة للجروح و الإصابات . كانت كل هذه المعطيات دافعة إلى سلوك الخطة البديلة القاضية بنقل مكان الملتقى إلى موضع آخر, فتم اتخاذ القرار في سرية تامة و ما علم به إلا عدد قليل جدا من الإخوة , حتى الذين قدموا إلى المكان الثاني في حي التضامن كانوا يظنون أنهم سينطلقون من هنالك إلى القيروان , و كان وراء هذا القرار جملة من الفوائد منها : 1- حصول الملتقى وانعقاده و لو لوقت قصير إظهارا لدعوتنا الخالصة 2- حقن دماء الإخوة و تجنيبهم ضررا بليغا 3- تجنيب مدينة القيروان أضرارا كبيرة من شأنها أن تأتي على ممتلكات الناس و مصادر رزقهم 4- تجنيب البلاد عموما صداما كان سيكون عنيفا و عظيم الخسائر لقد برهنّا في" أنصار الشريعة " أننا مسؤولون و في المقابل ارتكبت الدولة طوامَّ كبرى بقرار منع الملتقى حيث أدخلت البلاد في توتر كبير جدا و حرمت أهل القيروان من دوران عجلة الإقتصاد في بلادهم بوفود أكثر من خمسين ألفا من خارجها . كما اعتدت على حرية التنقل في كل البلاد في صمت مطبق و عجيب ممن يسمون أنفسهم بالحقوقيين . و كان في تلك الأيام كل من ظهر عليه أي علامة من علامات الإلتزام كاللحية و غيرها مستهدفا بعينه. ختاما، نشكر و نحيي كل أعضاء "أنصار الشريعة" الذين تفاعلوا مع الملتقى و اهتموا به . كما نتوجه بتحية إكبار و إجلال و تقدير بصفة خاصة الإخوة الذين انتقلوا إلى مدينة القيروان و رابطوا بمساجدها و انتظروا الملتقى فلله درهم من إخوة و لله درهم من أسود . كما لا يفوتنا أن نحيّي أهالي القيروان الذين انتفضوا ضد القبضة الأمنية في القيروان يومئذٍ، و أهالي حي التضامن الشّرفاء الذين استقبلوا ملتقانا أحسن استقبال وآووا الإخوة عند حدوث الاشتباكات، فبارك الله فيهم وجزاهم عنا وعن المسلمين خيرا و نبشر جميع المسلمين في الداخل و الخارج أن دعوتنا ماضية -بإذن الله تعالى- رغم التضييق و أنه لن يثنينا عن سيرنا عدو و لا مرجف و لا مخذل و أن النصر سيكون "لأنصار الشريعة" و حزب رب العالمين الموحدين . قال تعالى"إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ" والحمد لله رب العالمين أنصار الشريعة بتونس"