تعاني أكثر من 300 عائلة تونسية بمنطقة "قشبة" والمناطق المجاورة لها التابعة لمعتمدية الجديدة من ولاية منّوبة من الانقطاع الدائم للمياه الصّالحة للشراب منذ دخول فصل الصّيف، حيث يلتجأ الأهالي لإحدى الحنفيات العمومية التي تعمل تحت ضغط منخفض لا يسمح بتلبية حاجيات السكان من المياه إلا في ساعات متأخرة من الليل. وقال عدد من الأهالي إنّ هذه الحنفية تُستغلّ أيضا من طرف "بائعي المياه" الذين يملؤون مئات اللترات بالخزّانات ويبيعونها في مناطق أخرى مثل مدينة منّوبة، مشيرين إلى أنّه رغم تشكياتهم المستمرة للسلطات من هذه الوضعية، لم تتحرّك الجهات المعنية لإيقاف هؤلاء الأفراد الذين يتاجرون بالمياه العمومية بينما يموت سكّان "قشبة" عطشا. وقد عبّروا عن استياءهم وحيرتهم أمام هذا الوضع الكارثي والمزري الذي يتزامن مع شهر رمضان وفصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة بصفة ملحوظة بالمنطقة، كما أنّهم يضطرون لوضع المياه في أوعية بلاستيكية غير صحيّة لاستعماله لاحقا في الطبخ والاستحمام وغيره، الأمر الذي تسبّب بالمرض للبعض. وفي سياق متّصل، استنكر متساكنو المنطقة تعامل السلطات المحلية مع المسألة، حيث لم يجدوا آذانا صاغية رغم الوعود المستمرة بإيجاد حلّ لهم يمكّنهم من العيش في بيئة سليمة وصحيّة خاصّة أن المنطقة لا تبعد إلاّ 20 كلم عن العاصمة تونس.