تونس - الصباح: أمام المنافسة الكبيرة التي تشهدها سياحتنا، وبغاية دفع هذا القطاع أكثر ما يمكن وتطويره,تركزت سياسة الدولة في السنوات الأخيرة على تنويع المنتوج السياحي وتجديده من خلال إثراء العرض بأنماط إضافية من الأنشطة السياحية وتنويع الأسواق والنهوض بجودة المنتوج ومحتواه والتركيز على تطوير نوعية الخدمات الى جانب تأهيل المؤسسات السياحية وتحيين الإطار التشريعي حتى يتماشى وتطور المعطيات والرهانات الجديدة. تنويع المنتوج السياحي وقد لاح جليا أن سياحة الشواطئ ورغم أهميتها لا يجب أن تبقى المنتوج الوحيد المعروض لجلب السياح إلى بلادنا، وهو ما تفطنت له الإطراف المسؤولة لتحاول تنويع هذا المنتوج واستغلال مختلف الخصوصيات التي تتمتع بها جهات البلاد لا سيما منها البيئية والثقافية والمناخية والجغرافية والصحية في توفير أنماط سياحية جديدة .وقد تم في هذا المجال تكوين شركات دراسات وتنمية سياحية في مناطق الكاف وجندوبة وقرقنة وصفاقس وسليانة وبنزرت والقصرين.وبدأ نشاط هذه الشركات يعطي أكله إذا ما نظرنا إلى التحولات التي شهدتها هذه المناطق مؤخرا واستقطابها لعدد هائل من السياح وتحولها الى مناطق سياحية قابلة للتطور أكثر على غرار القصرين التي احتلت في السنة الماضية المراتب الاولى في نسبة تطور استقطاب السياح. كما بدأ التركيز على تطوير مجال السياحة الاستشفائية خاصة وان تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد فرنسا في مجال المعالجة بمياه البحر الى جانب تطوير واستغلال الاعشاب الطبية لجلب السياح الراغبين في هذه النوعية من العلاج. واستغلال الموروث الثقافي والبيئي والصحي والطبيعي من شأنه بعث منتوج سياحي متنوع وقادر على الاستجابة لميولات متغيرة للسائح وإرساء موسم سياحي لا يقتصر على الصيف بل يمتد على كامل السنة ويستقطب سياح نوعيين من ذوي الدخل المرتفع خاصة مع تطبيق استراتيجية تنويع الاسواق واقتحام اسواق سياحية جديدة خاصة منها الاسواق العربية والمغاربية والخليجية ولا سيما في ظل انتصاب العديد من شركات الطيران الخليجية بتونس مع العمل على تكثيف حضور تونس في جل التظاهرات الدولية التي تقام بهذه الدول ولا سيما منها دبي وطرابلس. هذا إلى جانب السعي للوصول إلى الأسواق البعيدة والواعدة على غرار السوق اليابانية والصينية والاوكرانية خاصة بعد فتح تمثيليات في كل من كياف بأوكرانيا و بيكين بالصين. ضمان جودة المنتوجات والخدمات وهذا النشاط لا بد أن يرافقه ضمان جودة المنتوجات والخدمات السياحية. وقد تركز الاهتمام على برامج تاهيل المؤسسات السياحية الذي دخل حيز التنفيذ منذ سنة 2005 والذي يعتمد على جملة من المحاور الاساسية خاصة منها الانصهار في البرامج الوطنية للجودة والاندماج في المنظومة الوطنية للتكوين من اجل التحسين المستمر للمؤهلات وللكفاءات المهنية الى جانب تعميم استعمال تكنولوجيات الاتصال الحديثة في النزل وحماية المحيط وتركيز نظام اليقظة الاستراتيجية فضلا عن الانصهار في البرامج الوطنية للتحكم في الطاقة والمياه. هذا الى جانب اعادة تصنيف بعض النزل بما يتلاءم مع المواصفات العالمية وفرض صرامة أكبر على هذه النزل من أجل تطابق تصنيفها مع خدماتها ووضعها.