عودة كابرال أملاها ارتياح اللاعبين والجمهور له واقتناعي الشخصي به... والكنزاري سيكون إلى جانبه صانع ألعاب برازيلي يصل قريبا... والمواهب الشابة لا تحتاج إلاّ إلى قليل من الصّبر القيل والقال» لا يليق بسمعة الترجي... وظاهرة رمي المقذوفات تؤرقني «نعم لقد فرضت القطيعة نفسها، وكان علينا أن نتّخذ معا قرارا لا مفرّ منه، فاتفقنا مع المدرب يوسف الزواوي على الفراق بالتراضي»... جاء هذا على لسان رئيس الترجي الرياضي حمدي المؤدّب في مستهل الحديث الذي خصّني به أمس. يوسف الزواوي في أمسّ الحاجة إلى الراحة وحين سألته: - لماذا كان ولا بدّ من هذه القطيعة؟ أجابني فورا: «لأن يوسف الزواوي أصبح في أمسّ الحاجة إلى الراحة، لأنه أصبح مرهقا نفسانيا، ويشكو من ضغط داخلي كبير... لأنه باختصار شديد أصبح متوتّرا أكثر حتى من اللاعبين أنفسهم، وقد أيقنت شخصيا أنه يحتاج إلى الراحة، فكان هذا القرار الذي هو في صالحه وفي صالح الترجي معا». لماذا كابرال بالذات؟! - قلت: «طيّب سي حمدي... ولكن لماذا كان البديل - حسبما علمت - المدرب البرازيلي كابرال، وليس غيره، أي بعبارة أوضح، إذا كنتم تثقون في قدراته ومؤهلاته، فلماذا تخلّيتم عنه بالأمس... وماذا تغيّر سريعا حتى تستنجدون به اليوم؟!» اللاعبون يحبّون كابرال... والجمهور يرتاح له وأجابني حمدي المؤدب قائلا: - ان القطيعة مع المدرب كابرال حصلت في ظروف يعلمها الجميع، وجاءت مباشرة بعد هزيمة الذهاب في الدربي، لكنها كانت في حقيقة الأمر وليدة قرار ارتجالي ومتسرّع اتخذناه عن مضض وفتحنا به صفحة جديدة على أمل أن يكمل يوسف الزواوي المشوار بالاعتماد خاصة على عنصر هام ألا وهو معرفته الجيّدة لأجواء الترجي. أما الآن وقد أخذنا نتأكد شيئا فشيئا بأن الفريق لم يعد يتقدّم ولو خطوة بسيطة، كان علينا أن نتحرك في الاتجاه الذي يضمن جملة من الضمانات، فكان اختيارنا على المدرب كابرال نابعا أوّلا من حبّ اللاعبين وارتياح الجمهور له، ثم لاقتناعي أنا شخصيا به كمدرب باستطاعته أن يصل بالترجي إلى أرقى المراتب التي نطمح إليها. ثقتنا متجدّدة في ماهر الكنزاري وعن موعد شروع المدرب كابرال، في مهامه، أفادني رئيس الترجي بأنه وشيك، قائلا: «لقد بادرنا بإرسال تذكرة الطائرة إلى كابرال ونحن ننتظر وصوله بين الحين والآخر، وهو لا يحتاج إلى جلسات تعارف مع اللاعبين والمحيطين بالفريق ولا إلى مرحلة تمهيدية طويلة المدى بل سيدخل مباشرة في صلب الموضوع». - قلت: «... وفي الأثناء؟» - وردّ حمدي المؤدب قائلا: «سيتولى ماهر الكنزاري الاشراف على الفريق، ثم سيواصل عمله مع كابرال في خطته الأصلية كمدرب مساعد، وثقتنا متجدّدة دوما في الكنزاري». طموحاتي كبيرة جدا - وسألت حمدي المؤدب بعد ذلك عن الأهداف التي سيرسمها مع كابرال على المدى الآجل والعاجل، فأجابني بقوله: «بقطع النظر عن الحصيلة النهائية التي سنخرج بها من الموسم الحالي وهي واضحة للعيان من حيث الأهداف والطموحات المشروعة، فإننا سنطالب المدرب كابرال بأن يقتحم الموسم القادم بفريق عتيد يصول ويجول على كل الواجهات، فريق يجمع بين روعة الآداء والنتائج الباهرة وبين الامتاع والاقناع... إنه الرهان الذي آليت على نفسي أن أكسبه إذا لم أصطدم طبعا بما من شأنه أن يجعلني أراجع حساباتي أو ربما أفكر في إلقاء المنديل والانسحاب مرّة واحدة»! قليل من الصّبر تجاه المواهب الشّابة - قلت: «وما هي المسائل التي تخشاها سي حمدي، خصوصا بعد أن أصبح جمهور الترجي يؤازر فريقه أسبوعيا بأعداد قياسية لم نعهدها في السنوات الماضية؟!» - وردّ حمدي المؤدب، قائلا: «على المدى العاجل أخشى على اللاعبين الشبان من الاحباط، لذلك فالجمهور مطالب تجاههم بقليل من الصّبر». انتداب وشيك لصانع ألعاب برازيلي واستطرد حمدي المؤدب قائلا: «تصوّروا، ان الترجي يملك حاليا نخبة هائلة من المواهب الصاعدة مثل وجدي بوعزي وخالد العياري وخليل شمام وجانفيي ونوفل اليوسفي وأسامة الدراجي واللاعب النيجيري الشاب الذي ينتظره مستقبل كبير، وغيرهم من اللاعبين الذين سهوت عن ذكرهم، ولا بد أن نقف الآن سندا لهم وأن ندعمهم بانتدابات قيّمة أخرى مثل صانع الألعاب البرازيلي الذي سيحلّ قريبا بيننا ليعزّز بدوره الصفوف... نعم لدينا برنامج كبير وواعد... وأرجو أن أجد الظروف الملائمة لانجازه». ظاهرة «الشماريخ ورمي المقذوفات» - وعدت لأسأله عمّا يتخوّف من ه أيضا؟ - فقال: «طبعا هذه الظاهرة التي أخذت في الاستفحال في الآونة الأخيرة... ظاهرة الشماريخ ورمي المقذوفات والتي أصبحت تعرّض الترجي لخسائر مالية طائلة». «آه من القيل والقال»؟! - وماذا أيضا: - وأضاف مسترسلا يقول: «هناك ظاهرة أخرى خبيثة لا تليق أبدا بسمعة الترجي، ألا وهي ظاهرة القيل والقال، وأن شخصيّا أتألم منها... لماذا؟... لأن الترجي كان على الدوام قويا بأبنائه ورجاله، ولا بد أن يبقى كذلك».