في قلب مدينة بن عروس.. 12 ألف كومبارس وميزانية ب25 مليون أورو.. بن عروس/الصباح كانت الى عهد غير بعيد فضاء صناعيا كبيرا.. ليلبس حلة جديدة ذات بعد ابداعي فني.. من شركة لصناعة الانابيب الى فضاء يقدم الابداعات السينمائية.. على مساحة هكتارات وفي مدخل مدينة بن عروس.. عاد التاريخ ليكتب للذكريات قصة عاشق لمهد الطفولة والصبا.. تدخل الفضاء الرحب الذي كان الى وقت غير بعيد محتضنا آلاف الاطنان من الاسمنت والحديد المخصص لصناعة الانابيب.. لتجد نفسك في حضرة التاريخ.. مدينة كاملة بكل ما فيها.. تضج بالحياة. هي مدينة صقلية الايطالية.. يأتيك الجواب سريعا عن تساؤلات تتزاحم بداخلك.. هي مدينة صقلية عام 1930.. حيث الكنيسة.. والمتاجر.. والسوق.. والسيارات التي تعد مفخرة تلك الحقبة. لماذا صقلية.. في تونس؟.. المنتج السينمائي التونسي العالمي طارق بن عمار اراد ان تنتقل هذه المدينة الايطالية العريقة الى تونس من خلال فيلم «باب الريح» للمخرج الايطالي غيسات تورناتوري وانتاج تونسي للسينمائي طارق بن عمار الذي كان له مساء امس الاول لقاء مع عدد من الاعلاميين حيث مكان تصوير هذا الفيلم. باب الريح.. القصة يقدم الفيلم السيرة الذاتية لمخرجه غيسات تورناتوري.. حيث التقت أمه لاول مرة وعمرها لم يتجاوز ال9 سنوات مع والده.. يتوّج هذا اللقاء الاول بعد ساعات بالزواج ينجبا خلاله غيسات الذي يصبح بعد ذلك مخرجا سينمائيا شهيرا.. ويعد «باب الريح» هدية المخرج لوالدته التي لازالت على قيد الحياة.. حيث عاد بالذاكرة الى مدينة صقلية وما عاشته منذ عام 1930 من احداث سياسية واقتصادية واجتماعية وحروب وقصص حب وعواطف مشوبة بالحزن.. والألم والدموع.. رحلة في تاريخ ايطاليا وما عاشته وعرفته من احداث سياسية انطلاقا من موسوليني وصولا الى الحركات الشيوعية والمافيا.. أضخم ديكور في تاريخ السينما قال المنتج السينمائي العالمي طارق بن عمار: انها المرة الاولى في تاريخ السينما العالمية يتم فيها تخصيص ديكور بهذا الحجم الكبير.. وهذا يعني ميلاد مدينة سينمائية جديدة في بن عروس بعد المدينة التي تم تشييدها في الحمامات.. .. واضاف: ان هذا الديكور سيكون تحت ذمة اي مخرج عالمي لتصوير عمله وهو قابل (أي الديكور) للتعبير حسب متطلبات الفيلم.. وقال.. في قمرت تتوفر على مركز تكنولوجي لتوفير كل الامكانات التقنية المتطورة للانتاج السينمائي مؤكدا ان هذا المركز يشتغل مند سنة نافيا بشدة الاخبار التي تتحدث عن توقف نشاطه. 70 فيلما في تونس وكشف المنتج طارق بن عمار انه على امتداد مسيرته السينمائية امكن له انتاج 70 فيلما عالميا في تونس.. ف«تونس بلدي الذي أحبه.. أقدمت على هذه المغامرة لايماني باننا في تونس نتوفر على امكانات تقنية سينمائية متطورة وممثلين أكفاء».. واضاف: سأواصل في هذا التوجه.. وأبرز انه فخور بكونه أول منتج سينمائي عربي يكسب الرهان انطلاقا من الخارج.. ومثل هذا الامر يدفعني الى التأكيد على تمسكي بهويتي الوطنية التونسية حيث لم تنقطع صلتي بالسينما والسينمائيين التونسيين. 25 مليون أورو واشار فمن جهة اخرى ان فيلم «باب الريح» الذي انطلق تصويره منذ جانفي الماضي سننهيه خلال الايام الاخيرة من شهر جوان القادم وقد تم تخصيص 25 مليون أورو ومن المنتظر ان يشارك هذا الفيلم في مهرجان «كان» الدولي للسينما في دورته العام القادم (2009) علما وان الفيلم يعتمد على 12 الف «كومبارس» وعددا من الممثلين التونسيين ابرزهم احمد الحفيان.