الصدفة وحدها قادتنا الى المنطقة الصناعية بتازركة التي لا تبعد عن تازركة المدينة سوى ثلاثة كيلو مترات وما شدّ أنتباهنا هناك تلك المدرسة المشيّدة منذ سنوات طويلة حسبما أفادنا به أحد المواطنين والمستوصف المحاذي لها. هاتان البنايتان فقدتا قيمتهما التي شيّدتا من أجلها فتحوّلت المدرسة الى وكر لتعاطي الموبقات وقسّمت الى أسطبلات لتربية الماشية والأبقار وكذلك بالنسبة للمستوصف قبل ان تقتلع الأبواب والنوافذ من قبل مجهولين مثلما أقتلعت من قبلها نوافذ وأبواب إحدى مباني المعمّرين التي كانت تعتبر رمزا لتلك المنطقة منذ عدة عقود وتتحوّل اليوم الى «قلعة» للفساد وتجمّع الأوساخ والقمامات يُصدَم كلّ من يدخل المنطقة الصناعية او الحي السكني الجديد ويشاهدها إذ أصبحت هذه القلعة مجرّد خربة تشوّه جمال المنطقة الطبيعي. مدرسة أم اسطبل؟ ولنعد الى أصل الحكاية.. إلى المدرسة المشيّدة التي دفعنا فضولنا للنزول والاقتراب منها والتقاط صور «تذكارية» لها حيث رصّفت «بالات» التبن في أحد أركان الفضاء الخارجي للأقسام الستة وملأت فضلات الحيوانات والمواشي وبقايا التبن والعلف المكان وحوّلت «الرصيف المقدّس» الى نجاسة.. أستفسرت مجددا أحد أهالي المنطقة عن سرّ تحوّل هاتين البنايتين الى «خربتين» فأفادنا بأن الأقسام الستة والمستوصف شيّدهما منذ نحو 13 سنة رجل أعمال يدعى محمد ساسي بطلب من بلدية تازركة التي وضعت أمامه كل التسهيلات وجلبت له الماء والرمل طيلة مدة الأشغال ووضعت بالقرب من الأشغال أعوان التراتيب للمراقبة ولكن منذ ديسمبر 1995 على حد قول صاحبنا موعد انتهاء الأشغال ظلت المدرسة مغلقة والمستوصف كذلك قبل ان يحولهما بعض الشبان الى وكرين لتعاطي الخمر وكل أنواع الفساد ويعمد مجهولون الى خلع أبوابهما وحتى سرقتهما قبل ان تتدخل البلدية وتغلق المنافذ بالآجر والاسمنت وكأنها قررت الغلق النهائي للمدرسة رغم انها لم تفتح أبوابها أبدا الا أمام المنحرفين والمواشي والكلاب السائبة فيما يذهب تلاميذ المنطقة الى تازركة المدينة او نابل للدراسة. أسئلة في حاجة لإجابات فهل هكذا نتعامل مع منشئات شيّدت من فاعلي خير لفائدة المصلحة العامة؟ ولماذا وافقت بلدية تازركة عام 1995 على بناء المدرسة أصلا إذا كانت نيتها منذ البداية تركها جانبا؟ ولماذا منحت قطعة الأرض لفاعل الخير لبناء المستوصف؟ ولماذا لم تحرك السلط الجهوية ساكنا طيلة هذه المدة؟ أسئلة قد يأتي يوم ونلقى لها إجابة ...دون تعليق(!!) للتعليق على هذا الموضوع: