الهوارية الصباح: تستمر معاناة الصيادين في الهوارية بسبب الانسداد المستمر لمدخل الميناء بالشط القبلي، بما لا يسمح لهم بالخروج للصيد او العودة اليه. وقد جرفت الامواج الاسبوع الماضي اكداسا هائلة من الاعشاب البحرية لازالت تسد حركة الابحار بالكامل. ولم تفلح محاولات الاهالي لجرف الاعشاب يدويا بالفرش من فتح اي معبر صغير للمرور الى البحر والقاء الشباك فيه. فقد كانت حركة المد أقوى واسرع من عمليات الجرف اليدوية. ويوجد بالميناء حوالي ثلاثين قارب صيد تمثل موارد رزق العائلات الموجودة بالمنطقة. وقد هجر بعض الصيادين هذا الميناء باتجاه ميناء سيدي داود الذي يبعد حوالي عشرة كلمترات. لكن هذا الميناء يشكو بدوره من زحمة في الرسو، واختلاط سفن الصيد البحري بالقوارب الترفيهية. وقد هجرت اغلب القوارب الترفيهية بدورها ميناء الهوارية ولم يبق به الا عدد قليل بالرغم من الصبغة السياحية للمنطقة والتي توفر بدورها مصدر رزق لعدد كبير من اهالي الهوارية في مختلف المجالات. كما يشكو ميناء الهوارية من اهتراء معداته حيث اصبحت الرافعة العملاقة فيه غير صالحة للاستعمال، وترفض شركات التأمين الاعتراف بالضرر الذي لحق بعض المراكب بسبب عدم استجابة الرافعة لشروط الصيانة. ولم تفلح الى حد الان محاولات لاستصلاح الميناء واستغلاله، اذ رغم الاتفاق المبدئي مع مستثمر ايطالي منذ حوالي سنتين، لم يظهر اية نية الى حد الان في اصلاح الوضع المتردي للميناء، وكأنه تخلى عن المشروع. وفي انتظار ايجاد حل لهذه المشكلة، يأمل الصيادون على الاقل في ان تعود الة الجرف التي بدأت عملية تنظيف منذ عدة اشهر ولم تنهها وغادرت المكان بسرعة. كما ان عملية التنظيف المنقوصة في حد ذاتها لم تكن محكمة حيث تم تكديس الاعشاب المرفوعة عن الممر البحري في اخر الميناء. وحسب بحارة الجهة، فان فتح نفق على البحر في اخر الميناء يمكن ان يسهل دوران المياه به اثناء حركتي المد والجزر بما يسمح من التخلص من التراكم المستمر للاعشاب البحرية فيه والتي جعلت حركة الابحار داخله صعبة للغاية اضطر اصحاب القوارب الى النزول في الماء ودفع قواربهم بالايدي لربطها على الرصيف..