اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية أمام لجنة تحقيق في الكنغرس أن عملية تدقيق الحسابات أكدت أن أموالا طائلة تابعة للشعب الامريكي "دافع الضرائب" بددت في غير محلها.. وأن ما لايقل عن 8 مليار دولار (حوالي 11 ملياردينار تونسي) صرفت "دون الالتزام بالقوانين الفيدرالية المتعلقة بمحاربة الاحتيال". وكشفت عملية التدقيق الحسابي أن شركة أمريكية حصلت على 11 مليون دولار "دون أي سجل بالمواد والخدمات التي وفرتها في المقابل". وخلص التدقيق إلى أن الكثير من المبالغ تفتقر إلى وثائق تدل على أنها صرفت على الوجه الأمثل. وأحيانا صُرفت ملايين الدولارات دون أي أثر يبين السلع أو الخدمات التي صرفت من أجلها. واعتبر رئيس لجنة الاستماع هنري واكسمان وهو من الحزب الديمقراطي: "هناك خطأ ما عندما يضطر جنودنا الجرحى إلى ملء استمارات بثلاث نسخ من أجل الحصول على الطعام بينما تصرف مليارات الدولارات دون حساب." هذا التحقيق العلني الجديد في الكنغرس ووسائل الاعلام الامريكية من بين نقاط القوة في النظام السياسي والاعلامي التعددي الامريكي.. خاصة أن الادارة الامريكية لم تعطله وقت الحرب لاعتبارات أمنية وعسكرية مثلما تفعل كثير من دول العالم.. بما فيها الدول الاوروبية الاكثر عراقة في الديمقراطية.. لكنه في نفس الوقت شهادة ادانة جديدة لادارة الرئيس بوش الابن التي انتهكت كثيرا من القيم والمسلمات في المجتمع الامريكي ومنها واجب الصدق مع الشعب والشفافية.. فقد تأكد أن مؤسسات عملاقة في انتاج النفط والسلاح والسجاير والطائرات.. استفادت في عهد بوش الابن من صفقات عالمية خيالية ومشبوهة بعضها مع عدد من العواصم العربية خدمة لاغراض شخصية في واشنطن ولوبيات السلاح والمال والسياسة في الولاياتالمتحدة وخاصة في واشنطن وتكساس وسياتل.. لقد كشفت الحملة الانتخابية التمهيدية في الولاياتالمتحدة ثغرات بالجملة في النظام السياسي الامريكي عموما وفي خيارات بوش الابن خاصة.. والاتهامات التي يوجهها باراك اوباما وهيلاري كلينتون منذ مدة الى ادارة بوش اخطرمن أن تحسم بعد انتخابات نوفمبرالقادم.. إذ لاول مرة تعدى النقد الاجتهادات السياسية الى المحاسبة عن السرقات والتلاعب بالاموال العمومية والتعذيب وانتهاك حقوق الانسان.. فهل تستفيد اللوبيات العربية والاسلامية والدولية من المناخ الحالي في الولاياتالمتحدة لتدفع واشنطن نحو عهد جديد تتصالح فيه خاصة مع العالم العربي الاسلامي.. فتكفر عن اخطائها بسرعة عبرالتوقف عن الدعم اللامشروط لاسرائيل وحلفائها.. مقابل المساهمة الفعلية في احلال الامن والاستقرار الدائمين في كامل المنطقة العربية والاسلامية من فلسطين والجولان السوري ولبنان الى العراق وايران وافغانستان؟؟