تونس الصباح: احتضنت توزر أول أمس اجتماع وكالة الاسفار الألمانية «نيكرمان/ توماس كوك» لتقديم مطوية برنامجها الترويجي للصيف المقبل. وسجلت التظاهرة حضور أكثر من 150 صحفيا الى جانب المشرفين على وكالة الاسفار المذكورة والتي تصنف في المرتبة الاولى في الوكالات الألمانية المروجة للوجهة التونسية حيث ينتظر أن تساهم هذه السنة في جلب ما لا يقل عن 200 ألف سائح من بين 580 ألف سائح ألماني منتظر بلوغها الى اخر السنة الجارية. تكتسي مثل هذه التظاهرات أهمية من حيث المساهمة في مزيد الترويج للوجهة السياحية التونسية في السوق الألمانية التي تظل على رأس الاسواق السياحية الاستراتيجية لبلادنا على غرار ما أكده السيد خليل العجيمي وزير السياحة خلال اشرافه على افتتاح ملتقى وكالة الاسفار «نيكرمان» وبين في المقابل أنه رغم التحسن الذي عرفته ارقام السوق السياحية الألمانية بفضل التوجه الى دعم النواحي الترويجية والاتصالية من منظمي الرحلات ووكالات الأسفار الألمانية لايزال مطلوبا المزيد من الجهد لاستقطاب اكبر عدد من السياح الألمان لاسيما في ظل تنامي المنافسة المصرية والتركية في هذا المجال. تحسن نسبي تجدر الاشارة الى أن السوق السياحية الألمانية حققت تحسنا نسبيا في الآونة الاخيرة بنمو في الوافدين بلغ حوالي 2% في الفترة الممتدة بين جانفي و30 سبتمبر من السنة الجارية مع وجود توقعات ايجابية انطلاقا من الحجوزات لفترة الشتاء وكذلك التوقعات للصيف المقبل. غير أن هذا التحسن لا يجب أن يحجب أن السوق السياحية الألمانية لا تتعاطى كليا بمعنى أننا لم نسترجع بعد ما خسرناه في هذه السوق، كما أن الوضع المالي والاقتصادي العالمي ينذر ببعض التداعيات على الميزانية التي سيخصصها السائح الأوروبي وغيره لقضاء العطل.. يفرض هذا الواقع الحالي، التوجه أكثر الى دعم المجهود الترويجي والاسراع في تنفيذ بنود الاستراتيجية التي أعدتها وزارة السياحة لاستهداف الأسواق التقليدية ومن بينها السوق الألمانية. نشير في هذا الاطار أن تخوف السائح الأوروبي والسائح الألماني من تداعيات الأزمة المالية بامكانه أن يدفع باتجاه اختيار الوجهات القريبة التي تقدم أسعارا تنافسية في منطقة البحر الابيض المتوسط وهو حال الوجهة السياحية التونسية، على هذا الأساس يمكن الاستفادة من الوضع الراهن لطرح الوجهة التونسية بقوة في السوق السياحية الألمانية كما في الأسواق الاوروبية الاخرى القريبة منا. خصوصيات السائح الألماني مطلوب أيضا لجلب المزيد من السياح الألمان، العمل على النهوض اكثر بالمحيط البشري والطبيعي لا سيما فيما يتعلق بالعناية بالمحيط السياحي الذي لا يزال بحاجة الى مجهود أكبر وتشوبه نقائص من حيث النظافة والعناية بالمحيط وهي مقومات تهم السائح الألماني وترتكز حولها ملاحظاته ومآخذه عن الوجهة السياحية التونسية. تكمن أهمية السائح الألماني في الوجهة السياحية التونسية في عدة خصوصيات تميزه عن بقية الجنسيات الوافدة على بلادنا ويكفي أن نذكر أن السائح الألماني يتميز بأطول مدة اقامة بمعدل 11 يوما مقابل 6 ايام فقط للسائح الفرنسي مثلا. كما يتميز السائح الألماني بزيارته لجل المناطق السياحية عند تواجده في تونس ويبرمج زياراته في فترات مختلفة من السنة، ولعل الميزة الأهم في كل ما ذكرناه هو ارتفاع معدل انفاق السائح الألماني مقارنة ببقية السياح. وتشير الاحصائيات أنه ينفق ما يناهز 812 أورو خلال زيارته الى بلادنا.