أثارت نتائج مناظرة القيمين الأول ومناظرة المرشدين التطبيقين لوزارة التربية ضجّة كبيرة إثر الإعلان عنها منتصف الأسبوع الفارط.. هذه المناظرة التي من المفترض أن يتمّ فيها قبول 151 مترشحا لم يتعد عدد الناجحين فيها 65 مشاركا وفق ما تمّ تداوله وذلك بتعلّة ضعف ميزانية الانتداب. لكن الغريب في الأمر أنّ نفس هذه المناظرة ستجرى من جديد في جانفي 2018 وفق بعض المصادر، وللسائل أن يتساءل إذا ما كانت وزارة التربية في حاجة إلى قيمين ومرشدين تطبيقيين لماذا لم يقع قبول كامل العدد منذ المناظرة الأولى التي تمّ الإعلان عنها منذ فيفري 2016 وفُتحت مرتين في نفس السنة. يبدو أنّ برامج وزارة التربية باتت مرتبكة حيث تفتح في كلّ مرّة مناظرة تستقطب فيها عشرات الآلاف من المشاركين من مختلف ولايات الجمهورية مقابل 15 دينارا كمعلوم للمشاركة وإجراء الامتحان. مناظرة القيمين الأول ومناظرة المرشدين التطبيقين شارك فيها نحو 60 ألف شخص من مختلف الاختصاصات والشهائد بدءا من الأستاذية والماجستير وغيرها وفي آخر المطاف لم يُقبل منهم إلا عدد قليل في غياب تام لكلّ مواصفات الوضوح والنزاهة وفي تعتيم كبير ودون الكشف عن القائمة الاسمية الكاملة للناجحين حتى يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود. وفي غياب النزاهة وفي تجاوز واضح وعلنيّ في النفاذ إلى المعلومة كحقّ مكفول بالدستور ما كان على المشاركين إلاّ الاحتجاج بدءا من صفحات التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» وصولا إلى تبليغ أصواتهم عبر تنظيم وقفات احتجاجية والتوجّه بعريضة لوزير التربية الجديد حاتم بن سالم. وقد دعا المشاركون في هذه المناظرة إلى تنفيذ وقفات احتجاجية متزامنة، اليوم الاثنين، أمام المندوبيات الجهوية للتربية لتبليغ صوتهم والمطالبة بعدم فتح مناظرة ثانية واستكمال العدد المطلوب في المناظرة الأولى. وسيتقدّم المحتجون أيضا بعريضة لوزير التربية حاتم بن سالم أهمّ ما جاء فيها المطالبة بالانتداب حسب ترتيب المعدلات لسدّ الشغورات الحاصلة، إلى جانب عدم فتح مناظرة جديدة مع التعبير عن حقّهم في الإطلاع على قائمة المقبولين للتثبت من عددهم والأسماء الناجحة علما وأن أغلب المشاركين قد تحصّلوا على أعداد متميزة، فأين الشفافية والنزاهة في ظلّ حكومة بدأت حربها على الفساد وتعهّدت بالقضاء على المحسوبية والمحاباة؟