أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين نهاية الأسبوع الفارط حكمها في قضية قتل تعود أطوارها إلى 17 سنة وقضت بالإعدام شنقا ومؤبدين في حق المتهم فيها وهو كهل مثل موقوفا معترضا على حكم غيابي يقضي في حقه بالإعدام شنقا حتى الموت من أجل محاولة القتل العمد مع سابقية الإصرار واختطاف شخص باستعمال السلاح وتعمد إضرام النار بعربة حاوية لشخص وحجز شخص دون إذن قانوني باستعمال السلاح وحمل ومسك سلاح ناري من الصنف الأول دون رخصة والسرقة وقتل نفس بشرية عمدا ومواقعة أنثى غصبا باستعمال السلاح والتهديد به والتنقيب عن الآثار. المتهم في القضية كهل من ذوي السوابق العدلية بل هو مجرم مصنف خطير معروف في ولاية القصرين كنيته «الكوبوي» تورط في عديد القضايا ومحكوم بعديد الأحكام ولكنه ظل دائما يتحصّن بالفرار من العدالة بالتراب الليبي أو الجزائري، وبتاريخ 21 أكتوبر 1999 وردت مكالمة هاتفية على أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالقصرين مفادها العثور على جثة شخص متفحمة بمنطقة «فج الطين» وبالتحول على عين المكان تم العثور على جثة الضحية بعد أن تم قتله وحرقه داخل سيارته كما تم العثور على شخص ثان تعرض كذلك لإصابات بالرصاص ولكنه نجا من الموت بأعجوبة فيما لم يتم العثور على فتاة كانت برفقتهما. وبتقدم الأبحاث اتضح أن الضحية تحول بتاريخ الجريمة إلى سوق الدواب لبيع مجموعة من الأغنام وأثناء تواجده بالسوق اتصل به صديقه وأعلمه أنه متواجد بالجبل وبرفقته فتاة وطلب منه القدوم لعقد جلسة خمرية فوافق على المقترح، وقام ببيع الأغنام بمقابل مادي قارب الألفي دينار وغادر المكان مستقلا سيارته للالتحاق بصديقه ومرافقته. قتل وحرق كان «الكوبوي» يترصد الوافدين على السوق قصد السرقة وشاهد الضحية وهو يبيع الأغنام ويحصل على مبلغ مالي هام فقرر تتبعه وسرقته، إذ قام بتعقب ضحيته إلى أن شاهده يصل إلى الجبل حيث التحق بالجلسة الخمرية التي عقدها صديقه ومرافقته وأثناء ذلك هجم «الكوبوي» على المكان وكان متسلحا بمسدس أطلق منه الرصاص على الضحية الذي فارق الحياة على عين المكان كما أطلق الرصاص على صديقه الذي سقط أرضا في حالة إغماء، فيما قام بشد وثاق الفتاة ثم استولى على الأموال التي كانت بحوزة الضحية ووضع جثته داخل سيارته وأضرم فيها النار وترك المصاب الثاني بالمكان بعد أن ظن أنه فارق الحياة وفر بالفتاة. رحلة «مجرم» بين الجبال.. بالتفطن للعملية تم نقل جثة الضحية لعرضها على الطب الشرعي فيما تم نقل المتضرر إلى المستشفى حيث تم استخراج الرصاصات من جسده وإنقاذه من موت محقق فيما اختفت الفتاة في ظروف غامضة قبل أن يتم العثور عليها بعد شهرين من قبل أحد المارة بعد أن قام المتهم بردمها ودفنها حية ما عدا رأسها وظن أنها ماتت. الفتاة التي عادت للحياة بأعجوبة ذكرت أن المتهم نقلها إلى الجبل حيث كان مرابطا هناك وعلى امتداد شهرين تنقل بها من مغارة إلى أخرى حيث تفنن في تعذيبها كما عمد إلى اغتصابها بطريقة وحشية، وأكدت أنه كان يقوم بالتنقيب على الكنوز في الجبال وبعد أن استوفى غرضه منها قام بحفر حفرة عميقة وردمها فيها ما عدا رأسها ووضع فوق «قبرها» الحجارة إلى أن تم التفطن إليها من قبل أحد المارة بالمكان بعد أن بدأ الدود يداهمها تحت التراب فقامت الوحدات الأمنية بعمليات تفتيش وتمشيط مكثفة بالجبل ولكن لم يتم العثور على المتهم المطلوب للعدالة في عدة قضايا فصدر ضده حكم غيابي بتاريخ 23 جانفي 2002 يقضي في حقه بالإعدام شنقا حتى الموت قبل أن تنجح الوحدات الأمنية في إيقافه سنة 2013 أثناء دخوله من التراب الليبي إلى تونس وتحيّله على العدالة. نص الحكم.. «الصباح» تحصلت على نسخة من نص الحكم في هذه القضية الذي جاء فيه حرفيا «قضت المحكمة ابتدائيا حضوريا باعتبار تهمتي القتل العمد المتبوع بجريمة أخرى تستوجب العقاب بالسجن وتعمد ايقاد النار بعربة الغير الحاوية لشخص على معنى الفصلين 204 و307 من المجلة الجزائية من قبيل جريمة القتل العمد المتبوع بجريمة ايقاد النار بعربة الغير الحاوية لشخص والمستوجبة للعقاب بالسجن على معنى الفصل 204 من المجلة الجزائية وثبوت ادانته فيها وعقابه من أجل ذلك بالإعدام شنقا كاعتبار جرائم حجز شخص دون اذن قانوني باستعمال السلاح واختطاف شخص باستعمال السلاح على معنى الفصل 237 من المجلة الجزائية وحمل ومسك سلاح ناري من الصنف الأول دون رخصة ومواقعة أنثى غصبا باستعمال السلاح والتهديد به متواردة على معنى أحكام الفصل 55 جزائي وعقابها من أجل الجريمة المستوجبة للعقاب الأشد بالسجن بقية العمر والعقاب بمثلها أيضا من أجل جريمة محاولة قتل نفس بشرية عمدا وحمل المصاريف القانونية عليه وعدم سماع الدعوى فيما زاد».