على إثر احتجاج عدد من أهالي سليانة والاتحاد الجهوي للشغل بهذه الجهة على تنظيم خيمة دعوية لجمعية «الدعوة والإصلاح» (كان من المنتظر انعقادها أمس الأحد بجبل السرج وعين بوسعدية) ،أصدر المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسليانة منذ أيام بيانا شديد اللهجة تحت عنوان «من رشنا فليس منا» معلنا تمسكه برفض أي نشاط لهذه الجمعية في الجهة ومعربا عن استعداده للتصدي لهذه الزيارة بكل الأشكال النضالية المدنية والمشروعة. «الصباح الأسبوعي» اتصلت بعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسليانة أحمد الشافعي، الذي أوضح أن مكونات المجتمع المدني والتجمع الشعبي لاتحاد الشغل وأهالي الجهة باختلاف انتماءاتهم السياسية خرجوا في مسيرة يوم السبت للتعبير عن رفضهم لإقامة مخيم جمعية «الإصلاح والدعوة» بجبال سليانة واصفا هذا النشاط ب»المشبوه» وأن هذه الجمعية التابعة للقيادي بحركة النهضة الحبيب اللوز مرفوضة رفضا تاما في الجهة قائلا : «هذه الجمعية ذراع من أذرع حركة النهضة والحبيب اللوز استهتر بأهالي سليانة واتهموا بإحراق مقراتها وطالب لضربهم بال»كرطوش الحي» وجريمة الرش النكراء مازالت جراحها مفتوحة منذ 2012 إلى اليوم..» وشدد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسليانة أحمد الشافعي على أن تحركات هذه الجمعية «مشبوهة» وتملك أموالا طائلة لا يعرف مصدرها وتسعى لاستقطاب الناس قائلا: «ونحن نتساءل إلى ماذا تهدف الدعوة والإصلاح ..من المقصود بالدعوة وإلى ماذا تدعوه هل الشعب التونسي كافر وفي حاجة إلى من يدعوه للإسلام !؟» واستنكر محدثنا محاولات أطراف اعتبرهم مقربين من حركة النهضة تشويه المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسليانة وكاتبه العام محذرا من تداعيات هذه المواقف، التي سيقع الرد عليها قريبا قائلا في هذا السياق: «لا يوجد حزب أقوى من الدولة ونحن ندافع على كل المنضوين تحت منظمتنا مهما كان انتماؤهم السياسي». وأفادنا أحمد الشافعي أن المنطقة التي كان سيقام فيها مخيم الجمعية وهي سيدي حمادة هي منطقة علم وتسميتها تعود إلى رجل علم وصوفي يدعى سيدي حمادة أما منطقة «برقو» فقد كانت ساحة نضال جمعت «الفلاقة» حركة الكفاح المسلح لأجل استقلال تونس ويوجد بساحتها نصب شهيد يحمل أسماء كل من استشهد دفاعا على تونس في المنطقة. تلوث صوتي وبصري لغزال الأطلس وعن علاقة توالد غزلان الأطلس وبيان وزارة الفلاحة بالمخيم الدعوي، قال محدثنا أن هذه المخيمات الدعوية تتسبب في تلوث صوتي وبصري تكون له انعكاسات سلبية على الثروة البيئية للمنطقة لذلك أصدرت وزارة الفلاحة بيانا في الغرض خاصة وأنها فترة ولادات لغزال الأطلس. من جهتها، أصدرت ولاية سليانة بيانا يمنع الجولان بكافة الطرقات المؤدية إلى منطقتي جبل السرج بمعتمدية سليانة الجنوبية وعين بوسعدية من معتمدية برقو، أين كانت ستقام أنشطة جمعية «الدعوة والإصلاح» كما منعت إقامة أي نوع من التظاهرات والاجتماعات بداية من مساء اليوم السبت 28 أكتوبر تفاديا لكل تصعيد من مختلف الأطراف أو إخلال محتمل بالأمن والنظام العامين بالجهة. على صعيد آخر ، أدان المكتب الجهوي لحركة النهضة بسليانة في بيان صادر عنه يوم 28 أكتوبر الجاري أسلوب الإقصاء والتفرقة، الذي تتبناه بعض القيادات الجهوية للاتحاد محذرين من عواقب هذه المواقف لافتين الانتباه لحقهم في المساءلة القانوينة وأن هذه التصرفات تعد غريبة من قبل شريكهم في الائتلاف الحاكم الداعم للنهج الاقصائي.» من جهته، قال القيادي بحركة النهضة الحبيب اللوز خلال كلمة ألقاها في اجتماع جمعية «الإصلاح والدعوة»، الذي تم نقل مخيمه إلى زغوان: « نحن نحب مدينة «برقو» وهي منطقة مناضلة وقد اخترنا زيارتها مع» سرج الجبل» لثرائها وتميزها لكننا صدمنا برفض بعض الناس وهم ليسوا من أهالي سليانة ولن نرد عليهم «بقول متوتر» فنحن لنا دور حضاري وسبق وزرنا عددا من المناطق التونسية وحظينا بترحاب على غرار تمغزة وطبرقة وسنعود قريبا إلى سليانة..وهو ما اعتبره عديدون عملية تحد للأهالي من الحبيب اللوز وضد النقابيين خاصة، الذين يرفضون أن تطأ قدماه سليانة فيما لا يهتمون لتغيير وجهته إلى زغوان..