يعد الدولي السابق جوهر المناري من أفضل لاعبي خط الوسط الذين عرفتهم كرة القدم التونسية في العشرية الأولى من القرن الحالي وقد تضمنت رحلته مع كرة القدم 4 محطات ..فكانت الأولى ضمن الاتحاد المنستيري وتسلق مختلف الأصناف ثم الاحتراف مع البروز وشد الاهتمام إليه 1996 -2001 تلتها محطة الانضمام إلى الترجي 2002-2005 اين توج معه بلقب بطولة 2004.. أما الثالثة والرابعة فقد كانتا في فريقي «ا ف- س- نورمبارغ» 2005 - 2010ومعه فاز بكاس ألمانيا لسنة 2007 و»اف - س- اف فرانكفورت» 2010 – 2011 اين اختتم مسيرته الكروية وقد تخللت هذه المحطات انتماءه إلى المنتخب والمشاركة في 63 مباراة والتتويج معه بلقب بطولة افريقيا لسنة2004 هذا بالإضافة الى مشاركة في 3 بطولات قارية أخرى وفي مونديال المانيا 2006 وهو اخر مونديال تسجل فيه كرة القدم التونسية حضورها. مع هذا اللاعب كان لنا اللقاء التالي : ● أين هو جوهر المناري بعد» تعليق الصباط» اثر مسيرة كروية تخللتها مرحلة احترافية تواصلت 15 سنة؟. _ - بعد اختتامها في سنة 2011 نالني شرف الانضمام إلى المنتخب الوطني كمرافق من سنة 2012 إلى أواخر سنة 2013 ثم بعد خروجنا من التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 وجهت اهتماماتي بالإضافة الى متابعتي المتواصلة لشان البطولة وطنيا او عربيا وعالميا الى الجوانب المهنية الخاصة وهذا بالتوازي مع الانطلاق في مراحل التكوين المؤهلة للحصول على الإجازة -ب- للكنفدرالية الإفريقية للتدريب التي ستستكمل مرحلتها بين شهري ديسمبر وجانفي القادمين وهناك مشاركة سابقة في تربصات في مجال التدريب بألمانيا والتدريب يستهويني كثيرا. ● ماهي الاستنتاجات التي خرجت بها من متابعتك للشأن الكروي الوطني.؟ - بإمكاني اختزال الواقع الكروي في برقيات موجزة وابرز ملامحها هي أننا أصبحنا نعيش كل موسم على وقع مظاهر غير لائقة في ملاعبنا وغريبة عن كرة القدم التونسية يسودها عدم الانضباط – تعاقد الجمعيات مع الأزمات المالية إلى جانب الانشقاقات الكبرى في هيئات التسيير وبين جماهير الفريق الواحد.. الإقالات المتعددة ودون ترو للمدربين باعتبار أن انتدابهم قد تم بنفس الطريقة مع تكاليفها والإضرابات بالجملة عن التمارين لأسباب مالية . .أما عن التحكيم فحدث و لاحرج و عامل المحاباة متواصل وقد اضر بكرة القدم التونسية داخليا وخارجيا ودفعت فرقنا فاتورة ذلك في المسابقات الإفريقية ..ولذلك فاني أرى وإمام الوضعية المخيفة التي وصلت اليها والمهددة بجدية لمستقبلها تنظيم حوار وطني تشارك فيه كل الاطراف المتدخلة ومن مختلف المواقع مع الفنيين واللاعبين من أجيال مختلفة يتم خلاله القيام بتشخيص حقيقي وصريح للواقع. ● فريقك الأول اتحاد المنستير كيف ترى مسيرته إلى حد الآن ؟. - ابرز الاستنتاجات هو انه رغم حداثة عهده بالعودة الى قسم النخبة و قساوة الروزنامة تمكن من الاهتداء الى فرض اللون والاقناع مع حصد النتائج الايجابية وفي ذلك تاكيد على ما بناه المدرب السابق لطفي رحيم ونجاحه يتواصل حاليا من قبل طاقم فني بقيادة المدرب اسكندر القصري يتسم بالكفاءة وان هناك انسجاما كاملا بينه وبين الهيئة المديرة برئاسة احمد البلي . ● خروج الترجي من كاس الابطال الافريقية.. كيف بدت لك اسبابه.؟ - اشير في المقام الأول إلى ان نسبة متراوحة بين 70 و80 في المائة من المتابعين للشأن الرياضي وللعائلة الموسعة للترجي كانت توقعاتهم تمنح الترجي الأولوية على الأهلي المصري .. ولم يدخر حمدي المدب أي جهد من اجل توفير كل المتطلبات .. ولكن وحسب اعتقادي فان الترجي قد خسر تذكرة الترشح في مباراة الذهاب في مصر بالذات وانه بالتوازي مع ذلك لم يكن في يومه بالمرة في لقاء الإياب كما كان للجانب البدني والاختيارات الفنية دورهما .. وبعد الانسحاب من هذا السباق فانه مرشح للظهور بوجهه الحقيقي في المقابلات المؤجلة التي ستجمعه بكبار البطولة . ● وكيف بدا لك خروج النجم الساحلي من السباق ؟. - بصراحة لم اعرف النجم الساحلي في مباراة إياب الدور نصف نهائي امام الأهلي المصري فقد كان خارج الموضوع على كل الواجهات و بالأساس في الانتشار فوق الميدان والأداء مع غياب الروح و الاندفاع لدى اللاعبين وهو وجه لم أعهده في تاريخ هذا الفريق الذي بدا لي مكبلا رغم ثراء رصيده . .. واعتقد ان أسرة النجم بإمكانها إيجاد الحلول بعد الوقوف على الأسباب التي لعبت دورها في تسجيل هذه النتيجة مع الخروج بتلك الكيفية ومعالجتها وهو في المتناول والفرق الكبرى بإمكانها الوقوف بالنجاعة المطلوبة زمن الأزمات. ● النادي الافريقي والانسحاب رغم أسبقية نتيجة الذهاب.. ما هي قراءتك للعوامل التي آدت إلى ذلك؟. - هزيمة النادي الإفريقي كانت متوقعة ومؤجلة الحدوث لعدة أسباب لعل من أبرزها ان النادي كان يعيش على وقع البحث عن نفسه بسبب عدم انسجام اللاعبين الشبان مع أصحاب الخبرة وبدا متأثرا من أزمتيه التسييرية والفنية وهناك قرارات ارتجالية تتخذ بين الفينة والأخرى إضافة إلى غياب الأهداف المرسومة والخطط المؤدية لتحقيقها واعتقد أن الاستغناء عن خدمات المدرب شهاب الليلي الفائز بالكأس مع الفريق كان قرارا اعتباطيا ومضرا بالفريق . ● النادي الصفاقسي ما هي استنتاجاتك حول أسباب خروجه من سابق كاس الكنفدرالية ؟. - رغم ظاهرة تعاقد هذا الفريق مع التغييرات المتواصلة لإطاره الفني وهي التي لا تخلو من الانعكاسات السلبية بحكم تنوع طرق التدريب والتخطيط واختلافها بين مدرب وآخر فان خروجه من سباق كاس الكنفدرالية لم ترافقه الضجة المعهودة لسبب وحيد وهي ان الهيئة مدركة بان تركيبة المجموعة الحالية للفريق ليس في متناولها الذهاب بعيدا في هذه المسابقة وأنها بصدد التأسيس لفريق مستقبلي على قواعد صحيحة. ● هل تتذكر اول مبلغ الجراية التي تحصلت عليها في رحلتك الاحترافية مع الترجي .. وما هو حكمك على الجرايات الخيالية التي وصلت الآن في الجمعيات الكبرى؟ - لقد بلغت في الموسم الأول ألف دينار وارتفعت في الموسم الثاني إلى ألف و700 دينار والامتيازات الجانبية الخاصة بمنح الفوز في المباريات لم تكن ذات قيمة تذكر إلا انني وحسبما بلغني وهو متداول ومعروف لدى الجميع ان حجم الجرايات الشهرية قد تجاوز المائة ألف دينار بالنسبة إلى بعض اللاعبين وعدد آخر تتراوح جراياتهم في الاندية الكبرى بين 50 و80 الف دينار دون اعتبار المنح الخيالية للإمضاء والترجي الرياضي انفق المليارات من اجل انتداب فخر الدين بن يوسف والفرجاني ساسي من خارج الحدود واذا كان للاعبين الحق في تامين مستقبلهم باعتبار قصر مدة الحياة الكروية فان ذلك لا يتم على حساب الواقع المالي الوطني و الإمكانيات الحقيقية للجمعيات.. وفي اعتقادي ان قصب السبق في توريط كرة القدم التونسية بهذه الجرايات الخيالية قد كان بإمضاء سليم الرياحي رئيس النادي الإفريقي ووجدت الفرق الكبرى بالاعتماد على امكانيات رؤسائها بدرجة أولى ومدعميها العرضيين من أصحاب رؤوس الاموال نفسها أمام حتمية مجاراة النادي الإفريقي في السباق وبالتالي إلحاق بكرة القدم التونسية أضرار لا طاقة لها بتحملها .. فكيف سيعيش النادي الإفريقي بعد مغادرة سليم الرياحي .؟ ● كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني من استعادة موقع ضمن تركيبة 32 في المونديال بعد غياب في دورتي 2010 و2014 ؟. - أرى اننا أصبحنا على مسافة نقطة واحدة مع حوار ميداني أمام المنتخب الليبي من الواجب إعطاؤه كل الأهمية رغم فقدانه لكل حظوظ المنافسة في السباق على تذكرة الترشح لمونديال روسيا 2018 وارى أن اختيارات المدرب نبيل معلول الذي عرفته من قريب في كاس إفريقيا 2004 وقبلها وبعدها صائبة وهو الذي يحمل في جرابه إلى جانب خصاله الفنية خصوصية إحكام الإعداد النفسي الجيد والمتكامل للاعبين فقد كانت توجهاته صائبة عند الانطلاق في الإعداد لهذه المباراة بتجميعه في تربصات تمهيدية .