تحتل بلدية تونسالمدينة مكانة متميزة أولا باعتبار تاريخية تأسيسها في30 أوت 1858 وتصدرها للبلديات على المستوى الوطني من حيث الإحداث وثانيا لإشرافها على جزء هام من المناطق العمرانية الحساسة بالعاصمة وهو ما يجعل إدارتها تحت ضغوطات عدة أهمها المتابعة الدائمة واللصيقة من المواطن ومن يمثله من مكونات المجتمع المدني عبر ما يصدر عنها من انتقادات وتعليقات تتعلق بإنجازات البلدية وأيضا ما يحتم عليها بذل الجهود الكافية للإيفاء باحتياجات وانتظارات المتساكنين ب15 دائرة بلدية تشرف على تناول عدد من الملفات فيما ينتظر عدد آخر حظه من الاهتمام والتفعيل وقد توصلت»الصباح»لتحديد بعضها خلال لقاءات ميدانية بعدد من المواطنين في أحياء مختلفة من المنطقة البلدية لبلدية تونس حيث تركزت انشغالاتهم حول ضرورة العمل على تحسين البنية التحتية بما يضمن سهولة التنقل واجتناب تأثيرات الفيضانات وغيرها في أكثر من منطقة كالحرايرية، السيجومي، جبل الجلود وغيرها. نظافة المحيط وإنجاز المناطق الخضراء والعناية بها عناصر آثارها أكثر من مواطن خاصة في الأحياء الأكثر كثافة سكانية، حفظ الصحة ومراقبة الأسواق البلدية وإعادة تهيئتها وإخضاعها للتفقد ومتابعة ما يعرض فيها من مواد استهلاكية مطالب لا تقل أهمية عن غيرها من المطالب رغم تدخل البلدية في أكثر من نقطة كجبل الجلود والحفصية وهي مطالبة بتوسيع عملها وجعله أكثر شمولية، مآوي السيارات بدورها كانت موضوع طرح من قبل متساكني الأحياء وعدد من التجار باعتبار غيابها أحد أبرز أسباب الاختناق وسط العاصمة، مطالب أخرى تطرح على بلدية تونس من بينها مراقبة الفضاءات الرياضية وتعهدها بالصيانة وإعادة تهيئة وترميم عدد منها وتجويد وتحسين العمل البلدي بتفعيل الإدارة السريعة وحق النفاذ إلى المعلومة ويتبناها عدد من الناشطين في مكونات المجتمع المدني.. تصنيف وتبويب مطالب وانتظارات تتعامل معها بلدية تونس حسب مسؤوليها بتصنيفها وتبويبها حسب الأولوية والإمكانيات المتوفرة، وفي إطار عملها على تحقيق ذلك تعكف مصالح بلدية تونس منذ مدة على إعداد مخطط الاستثمار البلدية لسنة2018 والذي تسعى من خلاله إلى إشراك المواطن ومن يمثله في عملية تحديد المشاريع المستقبلية ومسايرة إنجازها. في هذا الإطار كان ل«الصباح» لقاء مع سيف الله الأصرم رئيس بلدية تونس شيخ المدينة الذي صرّح بأن 19 مليون.د رصدت لميزانية البلدية لسنة 2018 تتوزع على 13 مليون د كتمويل ذاتي، 4 مليون.د منح صندوق القروض و2مليون.د للاقتراض مع إعطاء الأولوية في حالة يكون النقص صارخا في مجال من المجالات وتأكيد التمييز الإيجابي وعدم إقصاء أي دائرة بلدية وأكد أن برنامج المخطط الاستثماري لهذه السنة سيكتسي صبغة خاصة بالتشديد على هيكل العمل وحسن ضبط تصورات المشاريع التي تحتاجها المنطقة البلدية من خلال عمل مختلف المصالح خاصة فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية والتي تسعى البلدية لإشراك المواطن ومختلف مكونات المجتمع المدني في تحديدها وذلك وفق روزنامة اجتماعات المناطق التي ستمتد بجميع الدوائر من 17 إلى 18 نوفمبر ومن 24 إلى 25 نوفمبر2017 بضمان التمييز الإيجابي بين المناطق وضرورة إشراك المواطن حيث ستقبل الطلبات الصادرة عنه ومجابهتها بالواقع والإمكانيات المتاحة وإخضاعها لشرط الأولوية في الإنجاز للوصول في نهاية المطاف إلى تحديد جملة المشاريع القادرة على تحسين واقع الحياة العامة في كل دائرة والتي يمكن الذهاب في حصرها لاعتماد آلية التصويت عند الاقتضاء. رفع للإحراج أكد سيف الله الأصرم على أن مثل هذا التمشي والانفتاح الذي أصبح عادة من عادات عمل البلدية سيفتح المجال أمام المواطنين للوقوف على تفاصيل إنجاز المشاريع المقررة وأهم العوامل التي تعطل إنهاء إنجاز بعضها ما سيساهم في رفع كثير من الإحراج الذي تسقط فيه البلدية في هذا الباب خاصة وأن الإدارة البلدية لبلدية تونس ستوجه اهتماماتها مستقبلا نحو إعلام وإشعار المواطنين بأسباب كل تأخير وتفسير لكل الحيثيات المحيطة بإنجاز المشاريع المعلنة وهي عناصر في أغلب الأحيان تخرج على نطاق عمل البلدية وتتعلق أساسا بالمقاولين وغيرهم من الأطراف المتدخلة الأخرى، رئيس النيابة الخصوصية لبلدية تونس يؤكد عبر صفحات «الصباح» دعوته لمتساكني الدوائر البلدية ببلدية تونس للمشاركة مشاركة فعالة وإيجابية في إعداد رؤية جماعية وتحديد المشاريع وأولويات الإنجاز لتأصيل مبدأ التشاركية في صلب العمل البلدي مع فتح المجال أمام الجميع للتواصل مع المصالح البلدية بما فيها اعتماد المراسلات في حال عدم القدرة على الحضور الميداني.. برنامج متكامل في نفس هذا الإطار تحدثنا إلى حفيظة بلخير مديمغ الكاتبة العامة لبلدية تونس التي أكدت على تواصل الاستعدادات في بلدية تونس للبرنامج الاستثماري التشاركي لسنة 2018 عبر إنجاز مراحل مختلفة من بينها الأعمال التحضيرية، التشخيص الفني والمالي والتواصل مع الإعلام(تم فعلا) عقد الجلسة العامة التشاركية الأولى، عقد جلسات المناطق، عقد جلسة استشارية مع المتساكنين حول المشاريع المهيكلة للمدينة واختتام برنامج العمل بالجلسة العامة التشاركية الثانية التي سيعقبها إجراء جلسة استثنائية لمجلس النيابة الخصوصية للمصادقة النهائية على برنامج الاستثمار البلدي 2018، وسيكون العمل مبنيا على أساس مبدإ الانفتاح على المواطن ومختلف مكونات المجتمع المدني وإشراكهم بشكل فعلي واقعي وجدّي يفتح المجال للجميع للإدلاء باقتراحاتهم وإثارة أهم نقاط اهتماماتهم التي تمس متطلبات الحياة اليومية في علاقتها بالدائرة البلدية التي ينتمون إليها وذلك عبر الدعوة المفتوحة للعموم لمشاركة في إنجاز هذا المخطط الاستثماري التشاركي المنتظر أن تكون رؤية المواطن طاغية على محتوياته وبرامجه بشكل غير مسبوق وهو خيارو ورهان تسعى إدارة بلدية تونس لكسبه بما يسمح باستعادة الثقة بين متساكني الدوائر البلدية وبلديتهم وتجويد العمل البلدي وإعطائه أكثر نجاعة في التدخل والإنجاز عبر مشاريع هادفة تخضع في تحديدها لمبدإ الأولوية دون سواها.. خيار ينتظر منه المشرفون على بلدية تونس أن يكون فرصة للمواطن بأن يطلع على مجال عمل البلدية واكتشافه عن قرب وأيضا متابعة المشاريع خلال مراحل الإنجاز عبر إتاحة الفرص أمامه للعمل ضمن لجان سيقع إحداثها في هذا الغرض لإضفاء أكثر شفافية للأداء البلدي في بلدية تونس بكل دوائرها ..